فلسطين أون لاين

الكيان الصهيوني يدمر هوية القدس البصرية

يواصل الكيان الصهيوني في مخططاته قدمًا نحو تهويد القدس والمسجد الأقصى مستخدمًا كافة الوسائل التهويدية والتدميرية ضمن مخطط إجرامي كبير يستهدف تدمير وتخريب المسجد الأقصى واستمرار طمس المعالم والآثار المقدسات الإسلامية في فلسطين، ويضرب العدو عرض الحائط كافة المعاهدات والاتفاقيات الأممية التي تحرم المساس بالمقدسات الإسلامية على أرض فلسطين.


وهذه الأيام يشدد الاحتلال الخناق والتضييق على القدس والمسجد الأقصى حيث قام حديثًا بتخريب شبكة الكهرباء والإنارة بهدف منع إضاءة قبة الصخرة المشرفة والمصلى القبلي وغيرها من الأماكن المقدسة وإغراقهم بظلام دامس ولساعات طويلة، وهو ما كشفته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن سياسات التهويد البصري للمسجد الأقصى وخطورتها الكبيرة على المقدسات الإسلامية، حيث يعمل الكيان على تدمير الهوية البصرية للأقصى بقطع الكهرباء عنه وإبقاء قبة الصخرة المشرفة ليلًا معتمة دون إنارة.


وبينت مؤسسة الأقصى والتراث أن الاحتلال الصهيوني يفرض قيودًا مشددة على جميع المشاريع التطويرية الخاصة بالمسجد الأقصى وأهمها صيانة البنية التحتية للمسجد وشبكات الكهرباء التي تتعطل دومًا، حيث يمنع الاحتلال إدخال أضواء الإنارة والكشافات للمسجد إلا بإذن مسبق من شرطة الاحتلال الأمر الذي يعرض الكثير من أضواء الإنارة في المسجد للتلف وصعوبة تغيرها بسرعة، فيما يهدف الاحتلال من هذه الإجراءات التعسفية إبقاء مساحات واسعة من المسجد الأقصى دون إنارة خاصة الكشافات الضوئية التي تنير قبة الصخرة المشرفة ليلًا.


إن سياسات التهويد البصرية تقع ضمن المخططات الكبرى لتهويد القدس والمسجد الأقصى،وتحمل أهداف خبيثة بعيدة المدى تستهدف منع إضاءة الأنوار على قبة الصخرة والأماكن المقدسة ليلًا دائمًا لتبدو دومًا في ظلام دامس، وهذه السياسات تأتي بتوجيه من حكومة الحاخامات الصهيونية التي تسعى ليل نهار لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.


إن ما تتعرض له مدينة القدس من سياسات تهويد بصرية لهوية المدينة ليس حديثًا بل من عشرات السنين والصهاينة يستهدفون الأقصى، ولا يتوقف الأمر عن إطفاء الأنوار عن قبة الصخرة بل قيام الصهاينة بسياسات التهويد البصرية من خلال صناعة الأفلام والتسجيلات الوثائقية عن الهيكل المزعوم وعرضها على السياح الأجانب وطلاب المدارس الصهاينة، فضلًا عن قيام الصهاينة بتنظيم العروض المرئية على أسوار المسجد الأقصى وإضاءة علم الكيان لساعات على جدران المسجد الأقصى، وهذه السياسات لها الكثير من الأبعاد والدلالات الهادفة لتزييف التاريخ وطمس المعالم الإسلامية للمسجد الأقصى من خلال سياسات التهويد البصري لمدينة القدس.


ونذكر هنا أيضا ما يحدث في باحات المسجد الأقصى خلال احتفالات الصهاينة بأعيادهم وخاصة ما يسمى (عيد الأنوار) حيث لا يتوانى الصهاينة عن سياسات التهويد البصري خلال احتفالاتهم الصاخبة في باحات الأقصى وساحات حائط البراق الإسلامي، فيما تقوم سلطات الاحتلال في كل عام بتنظيم ما يسمى "مهرجان الأضواء- الأنوار الدولي" في مدينة القدس المحتلة الذي يأتي ضمن سياسات تهويد المدينة بهدف إظهارها بالطابع اليهودي وطمس المعالم الإسلامية والتاريخية لهذه المدينة.


إن المتابعين لشأن القدس يؤكدون أن التهويد البصري لمدينة القدس وقبة الصخرة تحديدًا بات يأخذ منحى متصاعدًا وبصورة كبيرة هذه الأيام، في مقابل قيام الاحتلال بتركيز الأضواء على حائط البراق والمعابد اليهودية في المدينة المقدسة، وكل ذلك في سبيل تغيير الصورة النمطية والهوية البصرية المعروفة عن قبة الصخرة خلال ساعات الليل.


إن الاحتلال الصهيوني لا يتوانى عن مواصلة مخططات تهويد القدس بكل الأشكال حيث يرصد ميزانيات مالية طائلة لهذه الجرائم والمخططات بهدف سرقة وتزوير تاريخ بيت المقدس ومنع مشاريع البناء والتطوير في القدس ومطاردة المقدسين وملاحقتهم ومنعهم من اصدار رخص بناء جديدة بهدف مسح معالم القدس الإسلامية والاستمرار في مخططات التهويد وبناء الكتل الاستيطانية في القدس.


إن ما يحدث في القدس من هجمة إسرائيلية شرسة ومخططات تدميرية وتهويدية يدعو الأمة العربية الهيئات العربية والاسلامية للانتفاض والقيام بدور كبير من أجل مواجهة هذه المخططات والعمل على إبقاء الساحات العربية والميادين في حراك دائم من أجل مواجهة المخططات الصهيونية الهادفة إلى تدمير القدس والمسجد الأقصى.