لم تحرق مدينة بيت لحم صور نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس حزنًا على عدم زيارته إلى الأماكن المقدسة في المدينة، واقتصار زيارته على الأماكن التي يدعي اليهود قداستها، مدينة بيت لحم أحرقت المواقف السياسية الخانعة للسياسة الأمريكية، ومزقت التردد، ودقت أجراس التمرد على الهدوء الذي استغله المستوطنون في توسيع المستوطنات، والتمكين من أرض الضفة الغربية.
المقاومة والفعل الشعبيان ليسا جديدين على أهالي بيت لحم، فقد سبق أن أحرقت المدينة ورقة العملاء الذين باعوا الأرض، حين هتفت ضد القسيس فاينوس عشية رأس السنة الميلادية، ورشقته بالألفاظ التي تفضح الخيانة، وتؤكد مضامين الوطنية الفلسطينية التي منحت مدينة بيت لحم لقب عاصمة المواجهات الشعبية، والتصدي للمستوطنين، في الوقت الذي استحقت مدينة جنين لقب عاصمة المقاومة المسلحة، ولاسيما بعد فشل العملية العسكرية الإسرائيلية التي أصيب فيها عدد من الصهاينة المهاجمين.
وما بين مدينة بيت لحم ومدينة جنين تقف نابلس وطوباس ورام الله، وعلى الطريق الخليل والقدس وحلحول وأريحا، وكلها مدن فلسطينية محتلة، فيها شباب وصبايا يحتقرون الخنوع، ويرفضون الصمت المريب الذي يفضح المؤامرة السياسية الذي اعتمدت الهدوء طريقًا مكن الصهاينة من السيطرة على الأرض الفلسطينية بأمن وسلام.
مدينة بيت لحم تخرج كل يوم في مواجهات مع الغاصبين، وتحدد في كل يوم شروط الشعب الفلسطيني لهزيمة أعدائه، وأهم هذه الشروط هو عدم التعامل مع أمريكا والكيان العبري، وإغلاق الأبواب على مسيرة تفاوضية شاخت وشابت وانحنى ظهرها على طاولة التنسيق الأمني، ولم تقدم رغيف كرامة للشعب الفلسطيني، الذي يحلم بعقد مؤتمر وطني فلسطيني في الداخل والخارج، مؤتمر وطني فلسطيني ينطق باسم فلسطين كلها، مؤتمر وطني فلسطيني يعلن حق الفلسطينيين التاريخي بأرضهم، ويناقش حقهم في التوافق على إستراتيجية فلسطينية موحدة، قادرة على التصدي للعدوان الأمريكي الإسرائيلي المجرم، ورسم معالم الطريق على أسس وطنية.