فلسطين أون لاين

استراتيجية ليبرمان البائسة

حدد ليبرمان الوزير في دولة الاحتلال ستة بنود أساسية كاستراتيجية تعتمدها حكومته أمام حركة حماس في قطاع غزة، والبنود باختصار هي : استعادة جنود جيش الاحتلال من قبضة المقاومة، والقضاء على الأنفاق الهجومية في غزة، واستكمال الجدار التحت أرضي شرق القطاع لوقف تمدد الانفاق، والرد على كل قذيفة باستهداف قدرات حماس العسكرية الحساسة، ودعم صمود مستوطني غلاف غزة ونزع سلاح غزة مقابل إعادة الإعمار.

أفيغدور ليبرمان لم يتحدث عن إستراتيجية يملك جيش الاحتلال القدرة على تنفيذها لإخضاع المقاومة في قطاع غزة، قوات النخبة في جيش الاحتلال وبمساندة عشرات الآليات فشلت في الإمساك بعناصر المقاومة في جنين في الضفة الغربية الخاضعة بشكل تام لسيطرة جيش الاحتلال. ليبرمان يداعب مشاعر اليهود ويحاول بث الطمأنينة في قلوبهم وخاصة أولئك الذين يسكنون بمحاذاة غزة وهجروا مستوطناتهم أثناء الحرب الأخيرة، ومن جهة أخرى يحاول التأثير على الشارع الفلسطيني وتحريضه ضد المقاومة، حتى اللحظة لا يعرف ليبرمان طبيعة الشعب الفلسطيني أو حتى طبيعة أهالي قطاع غزة التي يحاصرها.

استعادة جنود جيش الاحتلال مقابل مساعدات إنسانية، ودعم صمود المستوطنين ونزع سلاح غزة مقابل إعادة الإعمار لا تدخل ضمن استراتيجية ناجحة لأنها لا علاقة لها بقدرات جيش الاحتلال وإنما بقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود وقد أثبت الشعب أنه صامد رغم كل الإجراءات التي فرضت عليه من العدو ومن القريب، وكذلك تعتمد على قدرة مستوطني غلاف غزة على البقاء في المستوطنات وهو أمر مستحيل تحت ضربات صواريخ المقاومة ورعب صفارات الإنذار وعمليات الإنزال خلف خطوط العدو التي نفذتها كتائب القسام، ولذلك كان أول نزوح إسرائيلي منذ احتلال فلسطين هو نزوح المستوطنين الأقرب لقطاع غزة إلى عمق الكيان في الحرب الأخيرة.

أما فيما يتعلق باستهداف قدرات حماس العسكرية الحساسة فقد كانت أجواء غزة مفتوحة لحرب دامت 55 يوما وسقط على غزة مئات الأطنان من المتفجرات والصواريخ والقنابل الفوسفورية وغيرها, ولم تحقق " إسرائيل" أي هدف من عدوانها، وهذا يعني أن "إسرائيل " لا تمتلك القدرة في الحرب على تدمير حماس لتمتلكها دون حرب، أما فيما يتعلق بضرب الأنفاق ووضع الجدر لمنع تمددها فلا يمكنني الحديث عنها, لأن عدد الأنفاق لا يعلمه سوى الله, وقادة المقاومة, ولا سبيل لجيش الاحتلال أن يعرف عددها فضلا عن قدرته على تدميرها, ولا ندري حين كان يتحدث ليبرمان عن تدمير الأنفاق, إلى أي مدى وصلت أنفاق حماس، ولا أستبعد لو خرج مقاتلو حماس في أي حرب قادمة من تحت سديروت وما بعد سديروت أو حتى من بعد أسدود أو ما بعد أسدود.

رفع الحصار عن قطاع غزة وتنفيذ مطالب المقاومة واحترام كرامة الشعب الفلسطيني وحريته هي الاستراتيجية الوحيدة التي يجب أن يفكر فيها ليبرمان وقادة الاحتلال، ودون ذلك ستظل المنطقة بأكملها على فوهة بركان قد ينفجر في أية لحظة.