فلسطين أون لاين

​حمدونة: 450 شاغرًا بمدارس الوكالة والأخيرة تتنصل من التزاماتها

معلمو العقود اليومية بـ"أونروا".. مصير "ضبابي" ووعود تنتظر التنفيذ

...
معلمو العقود ينظمون وقفة للمطالبة بحقوقهم (أرشيف)
غزة - يحيى اليعقوبي

ينتظر مصطفى جبر من سكان محافظة رفح الحاصل على الترتيب الأول على مستوى قطاع غزة في مادة التربية الرياضية في امتحانات التوظيف التي عقدتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في شهر يونيو/ حزيران 2017م، حصوله على فرصة تثبيت.

جبر واحد من عشرات المعلمين الذين اجتازوا امتحان الوكالة وحصلوا على ترتيب متقدم لكنهم اليوم، يعملون بنظام "العقد اليومي"، وينتظرون الحصول على التثبيت، لملء نحو 450 شاغرًا من مختلف التخصصات على مستوى مدارس "أونروا" بمحافظات القطاع.

ويقول جبر لصحيفة "فلسطين": "بذلتُ مجهودًا كبيرًا خلال خمس سنوات، بالسعي والاجتهاد والدراسة، بعد أن تخرجت عام 2010، وتقدمت لامتحانات التوظيف أعوام 2013م و2015م ولم يحالفني الحظ إلا في العام الماضي، وحصلت على ترتيب الأول على القطاع".

ويعاني "معلمو العقود اليومية" الذين يواصلون الاعتصام أمام مقر "أونروا" بغزة، منذ أكثر من عشرة أيام من مشكلتين؛ الأولى أن الوكالة وقّعت عقود عمل يومية على جزء ممن تجاوزوا الامتحان بمعدلات عالية بناء على احتياجاتها، وتختار القوائم وفق ترتيبهم على المحافظة ذاتها، وليس القطاع، ما حرم عددًا من المعلمين من الحصول على فرص عمل.

والمشكلة الثانية، والكلام لجبر، هم الأوائل في قوائم التثبيت على مستوى المحافظات ويعملون بنظام العقد اليومي، ويطالبون بتثبيتهم بشواغر "أونروا" البالغ عددها 450 شاغرًا.

ويستغرب جبر من تعامل "أونروا" مع معلمي "العقود اليومية" الذين يُفترض تثبيتهم في شهر سبتمبر الماضي، قائلًا: "تمكنا من اجتياز امتحانات التوظيف التي أعلنت عنها الوكالة، رغم أنها كانت صعبة وتعجيزية بشكل قانوني".

ويتساءل جبر بعلامة استفهام مرتكزة على واقع مجهول ينتظرهم: "ما ذنبنا بربط قضيتنا في الأزمة المالية؟"، مضيفًا: "حصلتُ على ترتيب الأول على القطاع في الامتحانات، ولا أعرف مصيري، وهذا أمر مؤسف ومُحبط".

ورغم مماطلة الوكالة إلا أن جبر يؤكد تمسكه بحقه في التثبيت، خاصة في ظل وجود شواغر فارغة بالمدارس، مستدركًا: "لا نريد أن نكون ضحية التقليصات والأزمات التي تعيشها الوكالة، الأمر الذي ينعكس على استقرار عائلاتنا".

ويطالب إدارة الوكالة، بالاهتمام بقضيتهم، والإيفاء بوعودها وملء كل الشواغر على مستوى القطاع، مُستغربًا من عدم توظيفهم، في ظل وجود قرار بتثبيت 250 معلمًا كدفعة أولى وتثبيت آخرين في دفعة ثانية.

وتقدّم أكثر من 30 ألف خريج لامتحانات أونروا، تأهل 9 آلاف منهم للمقابلات الشخصية، في حين أن عدد الشواغر في الوكالة تصل إلى 450-500، بحسب جبر وهو أحد القائمين على اعتصام المعملين.

ويلفت إلى أن هناك 400 معلم يعملون على بند "العقد اليومي" دون حقوق أو ادخار، مما يتيح للوكالة الاستغناء عنهم في أي لحظة ممكنة، وفق قوله.

دينا النخالة هي الأخرى خريجة اجتازت امتحان "المواد الاجتماعية" في شهر يونيو الماضي، وحصلت على ترتيب 15 على مستوى القطاع من أصل 2000 متقدم لهذا التخصص، اختارت أونروا 83 اسمًا منهم.

وبعد اختبارات وصفتها بـ"التعجيزية" خلال حديثها لصحيفة "فلسطين"، وقّعت النخالة عقدًا بنظام العمل اليومي، لتدريس مادة "المواد الاجتماعية" من الصف الرابع - السادس الابتدائي في إحدى مدارس الوكالة.

بصوت يملؤه الغضب تقول النخالة: "يجب على الوكالة تثبيتنا كأصحاب مراتب متقدمة، لا أن نبقى نعيش في حالة ضبابية".

وتشير إلى أنهم اجتمعوا مع مدير علميات أونروا في القطاع ماتياس شمالي، لكنه "لم يعطِهم أي وعود بحل أزمتهم وابقاها مفتوحة بالاكتفاء بالتعهد بأن حقهم لن يضيع دون تحديد موعد التثبيت"، وفق قولها.

وتلفت النخالة إلى أن إدارة الوكالة طلبت منهم التوقيع مؤخرًا على تجديد العقود على بند العمل اليومي المؤقت للفصل الدراسي الثاني براتب 33 دولارًا يوميًا، متسائلة: "إن كان راتبنا بنظام العقد اليومي أعلى من راتبنا بنظام التثبيت.. فهل هذا يدلل على وجود أزمة مالية؟".

وكحال سابقيه حصل ممدوح جليدان على الترتيب 33 على مستوى القطاع في تخصص اللغة العربية، وبدأ يمارس عمله على بند "العقد اليومي" بانتظار تثبيته بشكل دائم في شاغره الوظيفي. ويساور القلق جليدان خوفا من ضياع حقوقهم، واستغناء الوكالة عن خدماتهم.

ويقول جليدان لصحيفة "فلسطين": "أصبحنا نخشى من مستقبل مجهول، أو أن تتنصل الوكالة من حقوقنا".

الوكالة تتنصل

من جانبه، يؤكد أمين سر اتحاد الموظفين في "أونروا" يوسف حمدونة، دعم اتحاده لحراك معلمي "العقود اليومية"، الذين اجتازوا امتحانات التوظيف التي عقدتها الوكالة.

ويشير حمدونة خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، إلى وجود 450 شاغرًا في مدارس "أونروا"، لافتًا إلى أن هؤلاء المعلمين الذين يعملون بنظام العقد اليومي كان على الوكالة تعيينهم وتثبيتهم في تلك الشواغر في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.

ويؤكد أن إدارة الوكالة تتنصل من التزاماتها تجاه هؤلاء المعلمين، داعيًا إياها للوقوف عند مسؤولياتها وتثبيتهم في شواغرهم، كي لا تتجه الأمور للتصعيد.

ويشدد على ضرورة أن تقوم الوكالة بملء الشواغر الموجودة، مشككا بوجود أزمة مالية تعاني منها وإنما هي "أزمة سياسية فيما يتعلق بتخفيض أمريكا مساعداتها المالية"، وفق تعبيره.