فلسطين أون لاين

​"البقع الزرقاء" جرس إنذار لمرض خفي

...
غزة - مريم الشوبكي

من الطبيعي ظهور بقع ملونة على الجسد كأثر لتلقي الفرد ضربة أو اصطدامه بشيء ما، وغالبا ما تختفي بعد أيام قليلة، ولكن أحيانا تظهر هذه البقع دون سبب، ولا يرافقها ألم.. فهل ظهورها مقبول صحيّا؟، أم أنها تنذر بمشكلة صحية كامنة تستوجب مراجعة الطبيب؟

مراجعة الطبيب

قالت أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتورة شذى الصلح إن "البقعة الزرقاء التي تظهر على الجلد تسمى الكدمة، وهي عبارة عن تسرب كمية من الدم من الشعيرات الدموية، وتخثّرها تحت الجلد، مما يؤدي لتغير لونه إلى الأحمر ثم الأزرق ومن ثم الأصفر والبني، وتستمر لفترة تمتد من أسبوع إلى عشرة أيام، ثم تختفي".

وأضافت لـ"فلسطين" أن تكرار وجود الكدمات الزرقاء على جلد الشخص مع عدم تعرضه لأي ضربة، ينذر بوجود مشكلة صحية خفية في جسمه، وعليه مراجعة طبيب أمراض باطنة أو أوعية دموية على الفور.

وأرجعت أسباب ظهور الكدمات الزرقاء إلى وجود خلل في وظيفة الصفائح الدموية في جسم المريض، أو نقص في عددها، أو خلل في عوامل تجلط الدم، وربما يعود الأمر لخلل جيني وراثي مثل مرض "الهيموفيليا"، وأحيانا تنتج عن تعرض الشخص لمواد كيميائية سامة، أو تناوله لأدوية أدت إلى سيولة في الدم.

ومن أسباب ظهورها أيضا، بحسب الصلح، أن يكون جدار الوعاء الدموي لدى المريض ضعيفًا؛ نتيجة نقص فيتامين سي في الجسم، والذي يدخل في تركيب مادة الكولاجين، ونقصها يؤدي إلى ضعف في جدار الوعاء الدموي، وترهلات وتشققات الجلد، ونتيجة ذلك يحدث نزيف تحت الجلد بما يسمى "داء الإسقربوط".

ونبهت إلى أن بعض الصدمات النفسية تؤدي إلى إصابة الشخص بأمراض ذاتية المناعة، ونتيجة الخلل المناعي يُصاب الجسم بأمراض مناعية تهاجم نفسها، وفي بعض الأحيان تهاجم الصفائح الدموية فيقل عددها، ومن هذه الأمراض المناعية مرض الذئبة الحمراء.

وحذرت الأشخاص الذين يتهاونون بظهور هذه البقع من خطورتها، ناصحة إياهم بالتوجه فورا للطبيب لتشخيص الحالة، حيث يتم عمل صورة دم كامل، بالإضافة إلى اختبارات سيولة الدم، وعوامل تخثر الدم، وقد يتطلب الأمر إجراء فحص جيني، وفي البداية يقدم له علاج الكورتيزون لفترة معينة.

البعض يفسر ظهور هذه البقع بتعرض الجسم لجلطة خفيفة، فما صحة هذا القول؟ أجابت الصلح: "الجلطة تحدث نتيجة انسداد شرياني، ويرافقها ألم شديد، وتحجير في العضلات، وتوقف وصول الدم لها أيضا، ونزيف في المنطقة، وليس بقعًا زرقاء فقط، وهذا ليس له علاقة بالكدمات الزرقاء، فأعراض كل منهما تختلف والتشخيص أيضا يختلف".