من المعروف أن الكيان الإسرائيلي يتلقى تعويضات سنوية من ألمانيا على ما اقترفت أيدي الحكم النازي فيما يسمى الهولوكست ورغم أنه حدث أيام حكم بائد للألمان, وأن من يحكم ألمانيا قد تبدل عدة مرات, ولم يعد له أية صلة بالحكم النازي إلا أنه قد التزم كل من حكم ألمانيا بدفع هذه التعويضات .. وعلى مبدأ أن التعويض حق للذي وقعت عليه الجريمة تلتزم ألمانيا بدفع تعويضات سنوية, وهكذا تستمر حكومة الاحتلال بحلب ألمانيا على ما وقع عليهم من ظلم ألماني ..
أين نحن الفلسطينيين الذين وقع عليهم من ظلم وما زال مستمرا؟ أن تقتلع شعبا بأكمله من مدنه وقراه وتقوم بالتطهير العرقي من خلال الدم والمجازر وبدعم بريطاني حينها وأمريكي, ما زال مستمرا الى هذا اليوم.. وبدل أن يدفعوا كما يدفع الألمان يوقفون الفتات المقدم للفلسطينيين عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.. أليس هذا جزءا يسيرا من استحقاقات الشعب الفلسطيني؟
واضح أن هذا العالم الحر! يكيل بعدة مكاييل.. لا يقيم أي اعتبار للمظلوم ولا ينتصر له, بل بالعكس تماما يقف مع الظالم ويضع كل دعمه المادي والسياسي والعسكري, بل ويوفر له كل أدوات الاستمرار في الجريمة.. لا يقيم أي اعتبار في سياساته للأخلاق الإنسانية التي يتعارف عليها البشر لا من بعيد ولا من قريب، هذا ما دأبت عليه السياسة الأمريكية, منذ نشأتها, ولكن البعض كان يعمل جاهدا على استمالة قلب هذا الذي ليس له قلب, فجاءه أخيرا ترامب ليوقظه من سباته العميق ويعيد له الصورة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
كانت السياسة الأمريكية قبل ترامب تغلف عدوانها وتماهيها مع العدو الإسرائيلي بفتات من الدعم المالي والمساعدات, التي تقدمها للسلطة الفلسطينية, مع أنها كانت مشروطة ومذلة وتخضع الفلسطيني للابتزاز وتوقعه في سياسة العصا والجزرة.. تقدم الجزرة لتستعد الضحية بتلقي العصا الغليظة التي لا ترحم أحدا وكذلك ما تقدمه من مساهمة في صندوق وكالة الغوث.
اذاً هو الابتزاز وسياسة العصا.. وهنا حتما سيذهب الشعب الفلسطيني لخيارات أخرى وسيجد من يسد هذه الثغرة وبكرامة بعيدا عن المال المسموم القادم من أعداء الشعب الفلسطيني.. وكل ذي لب يعلم أن لا أحد من أعداء الشعب الفلسطيني يدفع لسواد عيونه أو خالصا لله تعالى.. الدفع يخضع لاشتراطات وسياسات وأجندات تجعل من المتلقي لهذا الدعم عبدا ذليلا خاضعا لسياسات المانح بشكل فاضح..
آن الأوان أن يرفض الشعب الفلسطيني هذه المساعدات ويلفظها من قاموسه, لأنها قد جرت عليه فسادا ووبالا, وإن شئنا فلنقرأ كتاب الدكتور خليل نخلة وطن للبيع (متاح على النت), لنتعرف من رجل عمل دهرا مع المتنحين ليكتب أخيرا عن الفساد وما جره هذا المال من وبال على الشعب الفلسطيني . أقترح أن نرفع شعارا لا للمال المشروط ولا للمال الذي يضعنا على سندان الحاجة ومطرقة الابتزاز. خاصة المال الأمريكي المهين.. دولة الاحتلال تتلقى التعويضات الألمانية, دون أن تضع الأخيرة أي شرط أو قيد.. لماذا نحن نقبل بالمال المسموم؟.