فلسطين أون لاين

​نتيجة لعدم التزام واشنطن بدفع 130 مليون دولار

"الهيئة 302" تكشف لـ"فلسطين" إجراءات تقشفية سرية لـ"أونروا" في لبنان

...
القدس المحتلة / غزة - أحمد المصري

كشفت الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، عن جملة من الإجراءات التقشفية تتخذها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، نتيجة عدم التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدفع مخصصاتها المالية للوكالة منذ بداية العام الجاري.

وقال مدير الهيئة علي هويدي لصحيفة "فلسطين"، إن حالة التقشف في "أونروا" بدأت منذ 11 من يناير/ كانون الثاني الجاري، وستستمر لغاية الأول من فبراير/ شباط القادم، على أن يتبعها خطوات وإجراءات ملموسة عملية بعد هذا التاريخ في حال استمرت واشنطن في عدم دفع 130 مليون دولار.

ولفت إلى أن مدير عام "أونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني وجّه في رسالة له مؤخرًا وصلت فحواها للهيئة 302، بوقف التوظيف اليومي في سلك التعليم، باستثناء المعلمين الضروريين وبعض موظفي الصحة بنظام التعاقد اليومي، إلى جانب وقف دفع بدل الدوام الإضافي، والسفر، وتكاليف الإقامة، عوضًا عن وقف تثبت الموظفين، وشراء البضائع إلا للضرورة القصوى.

وأكد هويدي أن "أونروا" ستتبع هذه الإجراءات بجملة أخرى من الإجراءات بعد تقييمها في حال استمرت الإدارة الأمريكية بعدم دفع مخصصها المالي، فيما أن هذا السبب دعاها لعدم إقرار الميزانية للعام الجاري 2018.

وشدد على أن ما يجري خطير جدا، وسيكون له انعكاسات سلبية كبيرة على اللاجئين الفلسطينيين بمستويات التعليم والصحة والتوظيف ليس فقط في لبنان بل في الأقاليم الخمسة المسؤولة عنها "أونروا" (سوريا، لبنان، الأردن، الضفة الغربية، قطاع غزة).

وأضاف هويدي أن عدم دعم "أونروا" ماديًا سيتسبب بالمزيد من إضعاف دور الوكالة وسيعطي المزيد من الذرائع لعدم توفير المساعدات الإنسانية والحماية وإيجاد التبريرات لضرورة انتقال الخدمات للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة بناءً على الفقرة الثانية من البند الأول للتأسيس لسنة 1951 وهو ما أشارت إليه الوثيقة التي أعلنت عنها المفوضية بالتعاون الوثيق مع "أونروا" في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وذكر أن المؤشرات والمعطيات المتوفرة تلفت إلى أن العام الجاري سيكون الأكثر خطورة وحساسية على قضية اللاجئين ووكالتهم، منبها إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحدث مباشرة قبل أيام عن دعمه لواشنطن في تهديدها بوقف مخصصاتها لـ"أونروا"، ورغبته في تحويل هذه المخصصات للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

وشدد هويدي على أن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم تحويل الأموال لـ"أونروا"، لا يقل خطورة عن قراره الذي اتخذه حول القدس في ديسمبر الماضي، وهو عدوان صارخ يراد عبره إنهاء قضية اللاجئين وشطب حق العودة.

ودعا إلى ضرورة وجود مبادرة فلسطينية رسمية على الصعيد الأول، ومن ثم على المستوى العربي والإسلامي والدولي، لدعم "أونروا"، وتوضيح المخاطر التي تجري في حال جرى إنهاء دورها.

بدوره، أكد سامي مشعشع، الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، عدم تسلم الوكالة أي إخطار رسمي أمريكي لخفض مساعداتها المالية أو قطعها نهائيا، وفقا لما يتردد عبر وسائل الإعلام.

وأضاف مشعشع في تصريحات خاصة لـ"فلسطين": "حتى اللحظة وكالة أونروا لم تتسلم من واشنطن شيء بخصوص وقف مساعداتها التي تخصصها للميزانية العامة العادية أو الخاصة بالطوارئ أو المشاريع على اختلافها".

ونبه إلى أن "أونروا" تتابع الأخبار الجارية بخصوص خفض وقطع المساعدات الأمريكية، وتدرك حجم القلق الذي ينتاب اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، غير أنها تؤكد أن خدماتها المقدمة ستبقى مستمرة ودون نقصان رغم العجز المالي العام الماضي الذي تعاني منه ويصل لنحو 49 مليون دولار.

وذكر مشعشع أن الولايات المتحدة الأمريكية تميزت خلال العقود السبعة الماضية بتبرعها "السخي" لأونروا ليس فقط للميزانية العادية، بل لميزانية الطوارئ في الأراضي الفلسطينية وسورية، كاشفا عن تبرعها العام الماضي بمبلغ إجمالي 370 مليون دولار.

وشدد على أن إمكانية تنفيذ الإدارة الأمريكية لقرارها من شأنه أن يخلق تباعات سلبية على قدرة الوكالة في الوفاء بخدماتها، مضيفًا: "لكن الوكالة ورغم ذلك عانت وعلى مدى سبعة عقود، وبالرغم من الأزمات المالية استمرت في تقديم خدماتها لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني، وهذا الأمر لن يتغير".

وأوضح مشعشع أن للوكالة تحصل على "إجماع دولي منقطع النظير في الجمعية العمومية"، فيما تؤكد هذه الدول على محورية الوكالة ودورها وأهميتها كعامل استقرار وتنمية بشرية للاجئين الفلسطينيين.

ونبه إلى أن أونروا لا يوجد لديها خطط بديلة في حال جرى فعليًا قطع واشنطن لدعمها ومخصصاتها، فيما أنها تبحث في بشكل جدي عن توسيع رقعة المتبرعين دولًا ومؤسسات.