حتى كتابة هذه السطور, لم ينتهِ اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير، ولا أعتقد أن يتم تنفيذ أي قرار حاسم قد يصدر عنه لاحقا، فالخطاب الرئاسي لا يوحي بالتصعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي أو حتى ضد الولايات المتحدة الأمريكية, سيما وأنه تم دعوة القنصل الأمريكي لحضور الجلسة الافتتاحية, حسب ما ذكر الناطق باسم حركة فتح حازم أبو شنب, ولكن يبدو أن القنصل الأمريكي رفض الحضور, حيث لم يشاهد مع الضيوف.
الاهتمام الواضح بشكل الاجتماع وتشكيلة الحضور طغا على المضمون, وغياب حركتي حماس والجهاد الإسلامي أخذ نصيبًا واسعًا من الانتقادات, من قبل قادة ومتحدثين في منظمة التحرير, وكذلك في خطاب السيد الرئيس، أنا شخصيا كنت ضد مشاركة الجهاد وحماس, لأسباب لا تتعلق بالمكان رغم أهميته، كنت أتمنى أن يلتم شمل الفصائل الفلسطينية كلها, بناء على ما جاء في اتفاقية القاهرة وكخطوة حقيقية للمصالحة, كبداية لمواجهة المؤامرة على شعبنا وقضيتنا, ومن ثم يمكن مواجهة كل التحديات والمؤامرات الخارجية.
ربما كشف تعقيب السيد نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة جانبًا مهمًا من حقيقة المعركة, التي تخوضها منظمة التحرير حين قال : "إن قوة الموقف الفلسطيني المقاتل من أجل القدس, كشفت المؤامرة على القدس, واستطاعت إفشال التطبيع المجاني, الذي يعتبر خروجا عن مبادرة السلام العربية "، وفي الخطاب الرئيس أكد الرئيس على التمسك بالمبادرة العربية للسلام, ولكن بالترتيب أي كما وردت : أي تحل قضيتنا أولا ثم بعد ذلك التطبيع " كما جاء في الخطاب".
من الواضح أن معركة الرئاسة الحقيقية, هي مع الأنظمة العربية التي تحاول تجاوز منظمة التحرير, وحل الدولتين, مقابل تطبيع مجاني مع العدو الإسرائيلي، بالنسبة لهم جميعا " منظمة التحرير والأنظمة العربية" مبدأ التطبيع مطلوب ولكن الخلاف على الثمن، وإن كانت منظمة التحرير ترى في الهرولة العربية تطبيعًا مجانيًا, إلا أن العرب يرون فيه ثمنًا لحماية أنظمتهم وتثبيت عروشهم، من هان عليه شعبه لا يمكنه أن يقيم وزنا للقضية الفلسطينية, ولا للقدس وكل المقدسات حتى يقيم وزنًا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا ما يجب أن تفهمه المنظمة, حتى يصبح رهانها على شعبها وكل فصائله بما فيها حماس والجهاد, بدلًا من رهانها على أوروبا والأنظمة العربية, والأحزاب الإسرائيلية المخادعة .