كشفت مصادر إسرائيلية أن عملية اطلاق النار في نابلس والتي أدت الى مقتل حاخام اسرائيلي تمت باحترافية عالية، حيث قدر جيش الاحتلال أن المسافة بين السيارتين كانت 20 مترا، وتم اطلاق 22 رصاصة من سلاح نظامي وليس بدائيا، كما أشارت التقديرات الى أن المنفذين مدربون بشكل جيد.
القتيل الاسرائيلي هو حاخام يبلغ من العمر (35 عاما)، ووصفته أوساط فلسطينية بالحاقد وأنه اعتاد على تنظيم هجمات المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين في نابلس وقراها، ولا نعرف إن تم استهداف الحاخام بشكل عشوائي أم انتقائي لأن شخصية القتيل تضيف أبعادا أخرى للعملية النوعية التي فاجأت العدو الاسرائيلي.
شوارع الضفة الغربية من الخليل الى جنين ومن أريحا الى قلقيلية لم تعد آمنة بالنسبة للمستوطنين، وإن خرج المستوطنون في مناطق عدة وخاصة من منطقة نابلس لرشق السيارات الفلسطينية بالحجارة والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم ردا على مقتل الحاخام إلا أن جميع المستوطنين أصابهم الخوف وأصبحت بعض شوارع الضفة وخاصة القريبة من الحدث خالية من سياراتهم نتيجة لعملية واحدة نفذتها المقاومة الفلسطينية .
الكيان الاسرائيلي أصابه الهلع بسبب بضع رصاصات استهدفت أمن الاحتلال، تلك الرصاصات أخافت الاحتلال أكثر مما أخافته الاجتماعات العبثية التي تعقدها جامعة الدول العربية الطارئة وغير الطارئة وكذلك اجتماعات منظمة التعاون الاسلامي ردا على قرارات ترامب ضد القدس، فالاحتلال يعلم جيدا أن الرصاص الفلسطيني أشد خطرا من كل الاسلحة المتكدسة في مخازن الجيوش العربية.
قد ينجح جيش الاحتلال الاسرائيلي في الوصول الى منفذ أو منفذي عملية نابلس ولكنه يعلم أنه لا يستطيع السيطرة على الضفة الغربية وحماية مئات الالاف من المستوطنين الذين يعيشون بين قرابة ثلاثة ملايين فلسطيني. العملية ذكرت (إسرائيل) بأمنها الهش في الضفة الغربية. عملية اطلاق النار الناجحة قد تكبح العربدة الاسرائيلية، وقد تكون بداية لمقاومة مسلحة ومنظمة في الضفة الغربية، حينها ستعلم دولة الاحتلال ومن خلفها الرئيس الامريكي وبعض المتخاذلين العرب أن مصير الشعب الفلسطيني لا تحدده قراراتهم ولا اجتماعاتهم ولا حتى مؤامراتهم.