فلسطين أون لاين

​علاج التوحد يخفف الأعراض ولا يقضي على المرض

...
غزة - رنا الشرافي

يُعدّ اضطراب التوحد من العِلل التي تصيب الجهاز العصبي والوظيفي للأطفال، فهو من الاضطرابات النمائية العصبية التي تسبب عدة مشكلات في المهارات الاجتماعية والتواصلية والعاطفية.

يرافق التوحد الطفل من عمر ستة أشهر ويلازمه طوال حياته، ويتسبب في ظهور أنماط سلوك غريبة وقصور في الأداء على مستوى التواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى محدودية في الاهتمامات وتكرارية السلوك لدى المصابين، وظهرت مؤخرا أساليب متعددة ومختلفة للتدخل العلاجي.

وللعلاج في قطاع غزة خصوصية، حيث الفقر وغياب الدعم..

لا علاج طبي

مدير مركز الإرادة التخصصي لاضطرابات التوحد إسلام بركات، أكد لـ"فلسطين" أنه لا يوجد علاج طبي لاضطراب التوحد على مستوى العالم، وإنما يوجد علاج لتخفيف أعراضه فقط.

ونصح الأهل بالتوجه للمراكز المختصة في حال لاحظوا وجود أي اضطراب سلوكي على أطفالهم، خاصة إن كان الطفل لا يستجيب للتواصل الاجتماعي معه، موضحاً أن العلاج الأنجع لاضطراب التوحد يكمن في برامج العلاج السلوكي، من خلال التعليم والتربية والتأهيل في كل مجالات الحياة.

وقال بركات: "يوجد في قطاع غزة مراكز مختصة تقدم برامج معتمدة دوليًا خضعت لتجارب ودراسات واسعة لتحسين ضعف التواصل الاجتماعي الناتج عن الإصابة باضطراب التوحد، مثل برنامج كالفن المطور، وبرنامج تقييم شامل يفحص جميع القواعد التي ترتكز عليها شخصية الطفل وإدراجها في خطة علاجية".

وأضاف: "وكذلك هناك برنامج تحليل السلوك التطبيقي aba وهو معتمد في أوروبا"، متابعا: "جميع هذه البرامج موجودة في القطاع، لكن المشكلة تكمن في عدم توفر دعم للمراكز التي تقدمها، مما يجعل التكلفة ملقاة على عاتق الأهل".

600 شيكل

وأوضح بركات: "يتم تطبيق جميع هذه البرامج هنا، وقد أثبتت فعاليتها مع الأطفال الذين خضعوا لها"، مشيراً إلى أن تكلفة العلاج تبلغ 600 شيكل شهرياً وذلك بسبب غياب الدعم الرسمي وغير الرسمي من المؤسسات الداعمة.

وبيّن أن "هذه التكلفة مرتفعة بالنسبة لشريحة واسعة من الأسر الغزية التي تعيش تحت خط الفقر والتي بالكاد تستطيع أن تؤمن غذاءها، وبالتالي لا تستطيع أن تؤمن تكلفة العلاج لأطفالها".

ولفت إلى أن أصل اضطراب التوحد جيني مما يزيد من احتمال وجود أكثر من طفل مصاب في العائلة الواحدة، ما يعني تضاعف التكلفة الملقاة على عاتق هذه الأسر علاج الأبناء.

يُذكر أن دراسات تقييمية أجراها برنامج المعايير الوطنية لعلاج اضطرابات طيف التوحد عام 2015، والصادرة عن المركز الوطني لاضطرابات طيف التوحد بالولايات المتحدة الأميركية، خلصت إلى تقسيم العلاج إلى ثلاثة مستويات تبعا للجدوى والفاعلية.

المستوى الأول وهو طرق موثوقة وفعالة، مثل برامج التدخل لعلاج اضطرابات النطق واللغة والمتمثلة في برنامج يقدم عن طريق جلسات تدريبية، والثاني ويتمثل في طرق قد تكون فعالة، مثل برامج التدخل المبنية على استخدام التكنولوجيا، والثالث يتمثل في طرق لم تثبت فاعليتها، وهي طرق لم تُظهر الدراسات التي أجريت عليها جدوى وفاعلية كافية، مثل برنامج الحمية الغذائية الخالية من الكازين والغلوتين.