فلسطين أون لاين

"الكهرباء البديلة" لم تنجُ من الغلاء

...
غزة - مريم الشوبكي

أمام واقع الكهرباء الصعب في قطاع غزة، تضطر كثير من الأسر لتعويض الانقطاع بكهرباء بديلة من شركات تزوّد البيوت عن طريق مولدات ضخمة تعمل بالوقود.

ومع ارتفاع أسعار المحروقات في غزة الأسبوع الماضي، قام بعض أصحاب هذه الشركات برفع أسعار الاشتراك، ما زاد من الأعباء المادية الملقاة على عاتق المواطن المنهك اقتصاديا، خاصة مع تقليص الرواتب وتأخر صرفها.

ويُذكر أن حكومة رامي الحمد لله رفعت، في بداية الشهر الحالي، أسعار المحروقات المصرية شيكلا واحد ليصبح سعر لتر السولار الواحد 5.69 شيكلا بدلاً من 4.69 شيكل إسرائيلي.

أزمة المياه

"ولاء خلة"، تعاني من أزمة الكهرباء، وحالها في ذلك كحال الغزيين جميعا، ما دفع زوجها منذ ستة شهور إلى الاشتراك في خط كهرباء تابع لإحدى شركات توليد الكهرباء عن طريق المولدات في مخيم الشاطئ، بسعر ثلاثة شواكل للكيلو وات الواحد.

ولكن لم يدم الحال طويلا، فكما تقول خلة: "فور رفع أسعار الوقود، رفَع صاحب الشركة سعر الكهرباء، ليصبح ثمنها أربعة شواكل للكيلو، الأمر الذي اضطرنا لتقليص استهلاكها للكهرباء، المُقلّصة أصلا، ليقتصر استخدمنا للكهرباء التي نحصل عليها من هذا الاشتراك في الإنارة وتشغيل المولد لدفع المياه فقط".

وتضيف لـ"فلسطين": "بسبب أزمة المياه التي نعاني منها في المخيم، حيث أن جدول المياه عكس جدول الكهرباء، نضطر لتشغيل مولد دفع المياه بواسطة هذا الاشتراك لملأ خزانات المياه للعمارة، لذا كانت تصل قيمة الفاتورة إلى 200 شيكل شهريا، بخلاف الفاتورة التي تصلنا من شركة الكهرباء".

وتواصل: "اعترض المشتركون على رفع السعر، فما كان من صاحب الشركة إلا أن ردّ عليهم (اللي مش عاجبه ما يشترك)، فرضخ المشتركون للأمر، لأنهم مضطرون للاشتراك بسبب مشكلة عدم وصول المياه إلى المنطقة".

الأجواء باردة

أما "أميرة جبريل" التي تقطن حي النصر، فتقول إن شركة توليد الكهرباء في الحي رفعت سعر كيلو الكهرباء من ثلاثة شواكل إلى ثلاثة شواكل ونصف بعد ارتفاع أسعار الوقود، الأمر الذي جعلها في حيرة من أمرها، فهل تلغي الاشتراك أو تستمر فيه في ظل برودة الطقس في فصل الشتاء.

وتضيف لـ"فلسطين": "البعض يرى أن زيادة النصف شيكل لا تُعد مبلغا كبيرا، ولكن مع الاستهلاك اليومي للكهرباء، فإن المبلغ يتراكم، ومع ذلك لم نلغِ الاشتراك لحاجتنا الماسة إلى الكهرباء في ظل الأجواء الباردة".

وتتابع: "الشهر الماضي، بلغت فاتورة كهرباء المولد 60 شيكل، ومع ارتفاع السعر بالتأكيد ستتضاعف الفاتورة، رغم أنني لا أستخدمها سوى للإنارة والتلفاز كمصدر لتسلية لأبنائي في إجازتهم النصفية".

تخفيض الاشتراك

فيما واجهت "إيمان أحمد" التي تسكن في دير البلح ارتفاع أسعار الوقود وتأثيره على ارتفاع سعر خط اشتراك كهرباء المولد، بتخفيض خط اشتراك الكهرباء من 2 أمبير إلى أمبير واحد، كنوع من تقليص النفقات.

وتبين لـ"فلسطين" أن الاستهلاك الشهري لعائلتها من كهرباء المولد يتراوح ما بين 140 إلى 160 شيكل شهريا، بخلاف فاتورة شركة الكهرباء، سيترتب على رفع أسعار الوقود زيادة في الفاتورة، لذا فإن التقليص هو أنجع وسيلة بالنسبة لها.

"أزمة وبتعدي".. هكذا وصفت "هنادي أبو عيطة" ارتفاع سعر الكهرباء الواصلة لها من مولد الحي، حيث ارتفعت من ثلاثة شواكل ونصف إلى أربعة شواكل، ولكن بسبب قلة عدد ساعات وصل الكهرباء من الشركة فهي مضطرة للقبول بهذا الارتفاع وعدم اتخاذ قرار بفصل الاشتراك أو تقليصه.