فلسطين أون لاين

​الزراعة المنزلية مدرسة الأطفال الممتعة

...
غزة - رنا الشرافي

يحتار الأهل في تربية أبنائهم، خاصة في فترة الإجازات الصيفية أو النفية والتي يجلس فيها الأبناء فريسة لشاشات التلفزة والأجهزة الذكية، أو للعب في الشارع، دون أن يغتنموا وقتهم في أي شيء مفيد.

مختصون في السلوك والتربية قدموا بعض المقترحات للأهل كي يستثمروا من خلالها أوقات أبنائهم، ولعل من أهم هذه المقترحات، نشاط تعليم الطفل الزراعة المنزلية، مؤكدين أنه على الرغم من الأهمية البالغة لهذا النشاط في توجيه وتعديل سلوك الطفل، إلا أن نجاحه متوقف على ميول الطفل ورغباته المتأصلة من قدوته في الحياة وهم الأهل أنفسهم.

الزراعة في زجاج

منشط الأطفال ومدير مبادرة "صديق الحيوان"، رشيد عنبر، يوضح لنا أهمية تعليم الطفل الزراعة المنزلية، وكيفية ذلك، ومدى أهمية هذا النشاط بالنسبة للطفل والأهل أيضًا، وقدرته على تحسين وتكوير سلوك الطفل.

وقال: "في كل بيت يوجد طفل يحب الزراعة والمسألة المهمة هنا تكون هل يوجد لدى العائلة مساحة ملائمة مثل قطعة أرض حول المنزل، أو شرفة أو غيرها لتكون مكانًا ملائمًا لوضع النباتات فيه".

وأضاف: "كذلك أصص الزراعة ليست بالضرورة أن تكون جاهزة ومرتفعة الثمن، فيمكن استغلال الملابس القديمة في الجينز، وعلب الحليب والكراتين الفارغة وكل ما يمكن أن يحوي في داخله تراب، أو في زجاج حتى يتابع نموها ويتشجع على ذلك".

وأشار إلى أن الأطفال بمساعدة الأهل يمكنهم أن يحصلوا على البذور الزراعية سواء من المحلات المتخصصة أو من مخلفات المنزل مثل بذور الطماطم والفلفل والبطيخ وغيرها"، مشدد على أن أهمية دور الأهل في أن يكونوا قدوة للطفل وأن يشاركوه اهتمامه ويوفروا له سبل نجاحة وأن يشرفوا عليه أيضًا.

واعتبر أن الزراعة مدرسة للطفل تدفعه للسؤال أو للبحث والقراءة لمعرفة أنواع الزهور والنباتات التي يعتني بها أو التي يمكن أن يعتني بها في ظل أجواء مدينته التي يعيش فيها، وكيفية العناية بها وغير ذلك.

وأكد أن الزراعة بحد ذاتها تمنح الطفل ثقة بالنفس وتوسع مداركه كما انها ترفعه عنده النمو العاطفي، الذي يتجسد في تعلقه بها، وتفكيره المستمر بكيفية الحفاظ عليها، حيث تنشأ علاقة بينهما، من خلال تعامله معها ككائن حي يعي تماما أنه إن أهملها سوف تموت، منبهًا إلى تأثره النفسية في حال موت إحدى نباتاته.

الصباريات تصمد

ونبه الأهل إلى العناية بالصباريات والنباتات الأخرى التي تكون أكثر قدرة على تحمل الظروف البيئية وتعويض الطفل عن خسارته باقتنائه لوردة أو نبتة جديدة، وقال: "إن الزراعة وسيلة تربوية جميلة، يمكن للأهل أن يغتنموا حب الطفل للحديقة بأن تكون محفزًا له في حال أنجز فروضه أن يسمح له الأهل بقضاء مزيد من الوقت في الاهتمام بها أو شراء نباتات جديدة".

وبين ضرورة أن يصطحب الأهل أفالهم في جولات على المشاتل والمنتزهات وفي أي مكان يرون فيه نبات يلفتون انتباههم إلى النباتات الموجودة فيه، حتى يتعلقون بهذه العادة الجميلة، والتي تبعث في النفس الراحة والطمأنينة.

وحذر الأهل من رفض رغبة طفلهم في حال كان هو صاحب الفكرة وأبلغهم أنه يرغب في زراعة النباتات المنزلية، شارحًا أن بدائل التراب كثيرة مثل القطن والفلين والماء وغيرها بحيث لا يسبب لوالدته ضرر كأن يتسخ المنزل بسبب الرمال.

وقال: "المبدأ هنا هو دفع الطفل نحو التفكير الإبداعي وهذا لن يحصل ما لم يحب ما يقوم به فإذا أحبه أبدع فيه، أذا أحب أبدع، وحتى يعرف الأهل ماذا يحب الأطفال عليهم سؤالهم عما يحبون وعما يريدون وتوجيه رغباتهم بالاتجاه الصحيح".