فلسطين أون لاين

التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال "يزداد كل يوم"

​حلوم: لا يُرتجى خير من اجتماع "المركزي" .. على فريق "أوسلو" أن "يريح ويستريح"

...
حلوم (أرشيف)
عمان / غزة - نبيل سنونو

استبعد السفير الفلسطيني السابق، ربحي حلوم، أن يأتي اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير المقرر عقده في 14 من الشهر الجاري، بنتيجة حقيقية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن دعوة رئيس السلطة محمود عباس لعقده "ذر للرماد في العيون".

وتساءل حلوم في حوار هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، أمس: "ما الذي تعنيه دعوة المجلس المركزي للانعقاد بعد أكثر من شهر على أخطر قرار في تاريخ القضية الفلسطينية؟" في إشارة إلى اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس المحتلة في السادس من الشهر الماضي بالقدس المحتلة "عاصمة" لـ(إسرائيل).

ويقول إن رئيس السلطة محمود عباس لم يدع لعقد "المركزي" بشأن قرار ترامب، إلا بعد 38 يوما، منوها في المقابل، إلى أن "الكنيست" الإسرائيلي ومجلس وزراء الاحتلال المصغر وحزب الليكود اجتمعوا على وجه السرعة بعد إعلان الرئيس الأمريكي.

ويتابع: "المجلس المركزي لا يملك من أمره شيئا، وليست له صلاحية إصدار أي بيان أو قرار إلا ذرا للرماد في العيون"، معتبرا أن هذا المجلس اتخذ قرارات "داسها عباس تحت قدميه"، قائلا إن الأخير "مشلولة يده عن أي مقاومة ضد الاحتلال".

وينوه إلى أن "المركزي" اتخذ في دورته الـ27 في 2015، قرارات منها وقف التنسيق الأمني، ولم ينفذ منها شيء على الأرض، معتبرا أنه "لا يترجى من هكذا خطوات (عقد المجلس دون نتيجة فعلية) خيرا".

ويعتقد أن ما يريده الشعب الفلسطيني من عباس و"فريق أوسلو" هو "يريحوا ويستريحوا"، مفسرا: "أن يضعوا المسؤولية للاحتلال، وشعبنا كفيل بمقارعته".

ويؤكد حلوم، أن التنسيق الأمني بين السلطة و(إسرائيل) في الضفة المحتلة يجري على قدم وساق، بل إنه "يزداد كل يوم".

وعن سؤال: لماذا يتمسك عباس بهذا المسار رغم إقراره بعدم حصول تقدم في مشروع التسوية منذ 1993؟ يجيب: "منذ أن ذهب لأوسلو وهو يعرف هذه النتيجة، ويعلم أنه يذهب بالقضية الفلسطينية إلى منحدر سحيق كل يوم أكثر من الذي يسبقه"، منوها إلى أن المفاوضات التي تريد السلطة التوصل من خلالها إلى تسوية، غير مدعومة بقوة العمل الميداني على الأرض ضد الاحتلال، بما يعني أنها "مفاوضات عبثية بين صاحب الأرض ومغتصبها".

"تصفية القضية"

ويتهم حلوم، عباس، بالإصرار على "تصفية القضية الفلسطينية؛ وإلا لماذا لا يريح ويستريح هو وفريقه ليتعامل الشعب بطريقته الخاصة المقاومة ضد الاحتلال؟ وهذا الشعب كفيل بتحقيق أهدافه عاجلا أم آجلا. كل الثورات فعلت ذلك".

ويقول، إن سياسة رئيس السلطة "شلت البندقية المقاوِمة (في الضفة) وأوقفت أي مقاومة للاحتلال، وسهلت للأخير تنفيذ مخططاته بالاستيطان والتشريد والحصار والتهويد، وشكلت عباءة لذلك"، وفق تعبيره.

ولا يعتقد حلوم، أن عباس سيغير مساره الحالي، مدللا على ذلك بمواقفه منذ "أوسلو".

ويتطرق السفير السابق إلى المصالحة الفلسطينية قائلا، إن أهم استحقاقاتها أن ينهي عباس الإجراءات العقابية المفروضة على قطاع غزة، وأن يتخذ خطوات أبسطها توفير الكهرباء، وصرف رواتب الموظفين، والسماح بوصول الأدوية ومتطلبات العيش، "لكن شيئا من هذا لن يحدث. عباس لن يفي بأي من التزاماته التي وعد بها في بداية المصالحة"؛ وفق اعتقاده.

وبشأن مسار القضية الفلسطينية بعد قرار ترامب، يقول حلوم: "إنها تتجه إلى انفجار (ضد الاحتلال) أراه بأم العين"، معتبرًا أن السلطة في وضعها الحالي "تشكل عبئا على قضيتنا وشعبنا" إضافة إلى عبء الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن محاولات "وأد" انتفاضة القدس لن تفلح، مؤكدا أن هذه الانتفاضة وغضب الشعب الفلسطيني مستمران ولن يتوقفا.

وبشأن الموقف العربي والإسلامي الرسمي من قرار ترامب، يصفه بأنه "هزيل"، معتبرا أن الأنظمة العربية لم ترتق إلى المستوى المطلوب في مواجهة "التطورات الخطيرة التي تشكل مفصلا من أخطر مفاصل التاريخ المعاصر في قضيتنا".

لكنه يبدي تعويله على الشعوب، بقوله: "أعول على شعوبنا كثيرا. هي تتحرك بالقدر الذي تستطيع رغم كل ما يواجهها من قمع الحريات".

ويضيف أن هذا "القمع" لا يمكن أن يستمر طويلا، مبينا أن "كل الشعوب في التاريخ المعاصر والذي سبقه تعطي دروسا واضحة في ذلك، ولابد للشعوب أن يتفجر غضبها، وأن تعيد صناعة مصيرها".

ويقول السفير السابق، إن ثمة تصاعدا في دعم القضية الفلسطينية من الرأي العام العالمي، مدللا على ذلك بالتحركات الشعبية في عواصم أوروبية ضد قرار ترامب "والتآمر الذي يجري على القضية الفلسطينية".

ويعرب عن أسفه لكون تصاعد الدعم العالمي الشعبي للقضية الفلسطينية، يقابل بموقف "هزيل" على الصعيد الرسمي الفلسطيني والعربي.