فلسطين أون لاين

الفهم الخادع لمعاناة الشعب الفلسطيني

بعدما أخفقت التهديدات الأمريكية بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية في تغيير موقف السلطة واستمرارها في البحث عن بديل للرعاية الأمريكية على إثر الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي غير الشرعي قررت الولايات المتحدة الأمريكية وقف مساهمتها السنوية لوكالة الغوث "أونروا" إلى أن تذعن السلطة وتوقف مقاومتها للقرارات الأمريكية الأخيرة وتعود إلى المفاوضات المباشرة مع المحتل الإسرائيلي.


من المعلوم أن وكالة الغوث تقدم خدماتها المختلفة وخاصة التعليمية منها والصحية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني جزء منهم يعيش في غزة والضفة الغربية، ويأتي القرار الأمريكي كخطوة لإنهاء عمل الوكالة وإن كان بذريعة الضغط على السلطة أو أنه بالفعل يشكل ضغطًا عليها، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن التنديدات الغربية وربما العربية بالخطوة الأمريكية تجاه وكالة الغوث ما هو إلا ذر للرماد في العيون، وما يجري خلف الكواليس ينذر بمؤامرة ضد فلسطين ومقدساتها وشعبها، تقودها أمريكا وتشارك بها غالبية دول المنطقة بما فيها دول شقيقة تدعي أنها تحاول تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.


لا بد وأن يعلم القاصي والداني أن المعاناة لا تعني فقط القتل والسجن والحصار والتجويع لأن تلك الأشكال من المعاناة ما هي إلا ضريبة العزة والكرامة والصمود التي ندفعها في سبيل تحرير فلسطين والدفاع عن مقدساتنا وأنفسنا، فمعاناتنا الحقيقية هي أرضنا المسلوبة ومقدساتنا التي تتعرض للتهويد وعلى من يريد التخفيف منها أن يعين الشعب الفلسطيني على تحرير أرضه والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ولا نريد أن تخدع الشعوب العربية والإسلامية بالموافقة على ما يسمى بصفقة القرن بذريعة إنقاذ الشعب الفلسطيني وإنهاء "معاناته" وإن كان في ذلك تضييع للوطن وإنهاء للقضية الفلسطينية. الشعب الفلسطيني لم يتعب ولم ييأس ولم يطلب التضحية بفلسطين من أجل أمنه وسلامة أفراده.


بعد أيام قليلة سينعقد اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولا بد أن يكون ذلك الاجتماع نقطة تحول في مسار عملية التسوية، وإن لم يخرج المجلس بقرارات حاسمة سنكون أمام هجمات صهيو_أمريكية جديدة على الشعب الفلسطيني الذي لا نعلم طبيعة رده على العربدة الصهيو_أمريكية والتخاذل العربي وتلكؤ منظمة التحرير الفلسطينية عن الرد الحقيقي المناسب.