يقول الله عز وجل: (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ، وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)، هذه الآية هي أول ما تبادر إلى ذهني حين شاهدت الجريمة النكراء التي ارتكبتها مجموعة تدعي أنها تنتمي إلى "تنظيم داعش"، حيث أعدمت شابًا بتهمة نقل أسلحة من سيناء إلى كتائب عز الدين القسام في قطاع غزة.
قبل أي شيء نسأل: أين هي دولة الخلافة؟ وأين هو الخليفة الذي يفترض به أن يكون حاميًا لحمى المسلمين؟ نحن لا نعلم إن كان ما يسمى بالخليفة مطاردًا أو في ضيافة مشغليه، ولكننا لا نستبعد أن يتم إعدامه في اللحظة التي ينتهي فيه دور "تنظيم داعش"، رأينا كيف اختفى التنظيم في العراق والشام في لمح البصر، وسمعنا أن فلول التنظيم بدأت بالانتقال إلى سيناء إما خفية وإما بحجة السياحة إلى مصر والدول المجاورة تمهيدا للوصول إلى سيناء.
معلوم أن سلاح المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام لا يستخدم إلا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن شعبنا، ومعلوم أيضًا أن المحتل الإسرائيلي يساوم الفلسطينيين على نزع سلاحهم ووعد أن تكون غزة سنغافورة إن وافقت كتائب القسام على تسليم سلاحها بعد أن فشل العدو في تدميره في ثلاث حروب متتالية، وحين تعلن "داعش" أنها ستقتل كل من يمد حماس بالسلاح فهذا يعني أنها تنفذ أوامر إسرائيلية، وهذا قولهم بألسنتهم ولا أحد يفتري عليهم.
ما عجز عن تحقيقه أقوى جيش في المنطقة وهو جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يفلح في تنفيذه تنظيمات عميلة مهما بلغ عدد أعضائها، مع التأكيد على أنه لا يجب أخذ كل ما جاء في فيديو الجريمة على أنه حقيقي، فمكان الجريمة ليس بالضرورة أن يكون سيناء وهناك من يقول إن الجريمة تمت على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وفي صحراء النقب، كما أن التنظيم المسؤول عن الجريمة ربما لا يكون تنظيم ولاية سيناء، ولكن الشيء الوحيد المؤكد أن من ارتكب الجريمة هو عميل إسرائيلي ويتلقى أوامره من العدو ويهدف إلى ضرب المقاومة الفلسطينية والصف الفلسطيني الداخلي.