رصد تقرير رسمي فلسطيني، اقتحام نحو 28 ألف مستوطن للمسجد الأقصى خلال عام2017 الماضي.
ووثّق مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق، في تقريره السنوي حول الاعتداءات الاسرائيلية على المدينة المقدسة، أن المسجد الأقصى تعرض لهجمة تهويدية "غير مسبوقة" العام الماضي.
وأوضح التقرير، أن سلطات الاحتلال حاولت فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد، من خلال وضع بوابات إلكترونية على مداخله، والتي قوبلت برفض مقدسي واعتصام الآلاف أمامها.
وأشار المركز في تقريره، إلى افتتاح كنيس يهودي أسفل أساسات مصلى قبة الصخرة المشرفة بعد 12 عاماً من الحفر والتنقيب.
فيما كشف تقرير خاص أن عدد الكنس داخل البلدة القديمة وحولها بلغ (104) منها (75) داخل أسوار البلدة القديمة، وأن 22% من مساحة البلدة القديمة تم تهويدها.
المشاريع التهويدية
ورصد التقرير المشاريع التهويدية للمدينة المقدسة، حيث افتتح الاحتلال أنفاقاً استيطانية تربط بين القدس وتل أبيب، بمدة لا تتجاوز نصف ساعة، وافتتاح نفق في المنطقة الجنوبية للأقصى، والبدء بتنفيذ مشروع ربط حائط البراق بالقطار القادم من تل أبيب.
وأبرز التقرير المصادقة على مشروع "التل الأخضر" للقطار الخفيف، الذي سيربط بين التلة الفرنسية والجامعة العبرية، وافتتاح العديد من الطرق التي تربط بين عدد من المستوطنات في القدس.
وبحسب التقرير، فإنه جرى الكشف عن مسار تهويدي جديد، بإقامة "حديقة وطنية" لاستخدامه في تمرير الرواية التلمودية، كما صادقت بلدية الاحتلال على ميزانيتها السنوية التي بلغت (7.37) مليارات شيكل، وهي أضخم ميزانية في تاريخ المدينة منذ احتلالها.
كما كشفت وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي عن خطة لتركيب ألف كاميرا في شوارع القدس بهدف تعزيز السيطرة داخل أحياء القدس العربية، وخطة أمنية في باب العامود تشمل إقامة 15 مركزا للشرطة ونشر 40 كاميرا إضافية وبناء 3 أبراج متوسطة الارتفاع.
أسرلة التعليم
وفيما يتعلق بالتعليم في القدس، فذكر التقرير أن الاحتلال فرض عطلة الربيع بمدارس القدس، في إطار محاربة المنهاج الفلسطيني، وأضربت المدارس العربية في القدس ردًا على فرض قرارات بلدية الاحتلال على المدارس العربية.
وجرت المصادقة على خطة خماسية طرحتها الحكومة الاسرائيلية تتضمن بناء غرف صفية جديدة في شرقي القدس بغية زيادة عدد صفوف الأول الأساسي (الابتدائي) التي تعمل وفقاً للمنهج الاسرائيلي وزيادة نسبة الحاصلين على شهادة "البجروت" الإسرائيلية.
وفي السياق، شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات ومداهمات واسعة للمدارس العربية في البلدة القديمة خلال العام الماضي، واعتقلت عدداً من التلاميذ من مختلف المدارس بزعم رشق الحجارة.
الاعتداء على المقابر
ولم تسلم المقابر الاسلامية في القدس من الاعتداءات الاسرائيلية ومحاولات تهويدها، في العام الماضي، حيث وثّق التقرير أعمال الحفر والتجريف التي نفذتها سلطات الاحتلال في المقبرة اليوسفية، وإنشاء بنى تحتية، ونبش عدد من القبور، بالإضافة إلى هدم جزء من سور مقبرة الشهداء.
وفي مقبرة باب الرحمة، ووفقاً للتقرير، فإن سلطات الاحتلال نفذت أعمال تجريف واقتلاع أشجار على طول جدار الشرقي للمسجد الأقصى، بهدف إقامة حديقة توراتية.
كما أجرى الاحتلال أعمال حفر في مقبرة مأمن الله، بذريعة تنفيذ أعمال خدماتية، ما أدى إلى نبش عدد من القبور وظهور رفات الموتى، فيما دنّست مجموعة من اليهود المتطرفين مقبرة الدجاني وحطّمت بعض شواهد القبور.
هدم البيوت
وأفاد التقرير، بأن جرافات الاحتلال هدمت 199 بيتاً ومنشأة للمواطنين المقدسيين خلال العام الماضي، منها (95) بيتا و(104) منشآت، وشملت عمليات الهدم معظم أحياء وبلدات المدينة المقدسة، وأدت إلى تشريد نحو (76) أسرة من ضمنها (250) طفلاً.
وبلغت عمليات الهدم الذاتي (18) بيتا و(12) منشأة هدمها أصحابها ذاتياً تجنبًا لدفع غرامات مالية باهظة.
كما وزعت سلطات الاحتلال نحو (495) إخطاراً بالهدم لبيوت ومنشآت المقدسيين، من بينها إخطارات بالإخلاء الفوري للتجمعات البدوية في جبل البابا والخان الأحمر.
المشاريع الاستيطانية
وخلال عام 2017، صادقت سلطات الاحتلال على بناء نحو (5500) وحدة استيطانية في مدينة القدس ومحيطها.
وقررت حكومة الاحتلال الاسرائيلي، ضم 250 دونما تقع قرب مستوطنة "ارنونا" التي كانت حتى عدوان 1967 ضمن ما كان يسمى بالمنطقة الحرام قرب بلدة صور باهر ونقل هذه الاراضي وضمها لما يسمى بمنطقة "سيادة" بلدية القدس.
وبحسب التقرير، فإن سلطات الاحتلال ستنقل من خلال بلديتها في القدس، حاجز "عين يالو" إلى عمق الأرض الفلسطينية في قرية الولجة المحتلة.
الشهداء والمعتقلون
وذكر التقرير، أن الاحتلال الاسرائيلي قتل 12 مواطناً مقدسياً بينهم سيدة، إما بمواجهات أو إعدامهم على الحواجز العسكرية.
وشهدت مدينة القدس أعلى نسبة اعتقالات خلال العام 2017، باعتقال (2436) مواطناً، ثلثهم من الأطفال، علماً أن معظمهم كانوا قد تعرّضوا للاعتقال سابقاً وأُفرج عنهم بشروط، إما بغرامات مالية وكفالات مالية، أو ضمن ما يسمى بـ"الاعتقال المنزلي".
كما أبعدت شرطة الاحتلال عن المسجد الاقصى والبلدة القديمة نحو (170) مواطنًا لفترات زمنية متفاوتة ودفع غرامات مالية.