فلسطين أون لاين

​القدس والمصالحة وصفقة تبادل تتصدر الأمنيات

مليونا مواطن في قطاع غزة يعلقون آمالهم على عام 2018

...
غزة (أ ف ب)
غزة - أدهم الشريف

يستقبل أكثر من مليوني مواطن في قطاع غزة، العام الجديد 2018م، وكلهم أمل بأن تتحسن ظروفهم المعيشية بعدما عصفت بهم أزمات العام الماضي.

وتستمر معاناة الغزِّيين من أزمات الحصار وانقطاع التيار الكهربائي والتي بلغت ذروتها العام الماضي، تزامنًا مع تصاعد معدلات الفقر واستمرار إغلاق معبر رفح في وجه آلاف المسافرين.

هذه الأزمات هي في الحقيقة، ليست وليدة اللحظة، بل إنها تعصف بالمواطنين منذ عقد من الزمان.

ويرى حازم سالم (38 عامًا)؛ أن موضوع المصالحة الوطنية بين حركتي "حماس" و"فتح"، والذي لم يتحقق كاملاً حتى اللحظة، كان من أبرز المشاهد السياسية في العام الماضي، وسيتصدر المشهد في العام الجديد، إذا تحققت كاملة ونفذ اتفاق الحركتين بالكامل على الأرض.

ويعتقد سالم، أن من شأن تنفيذ اتفاق المصالحة، استعادة الوحدة وتحسين ظروف المواطنين الاقتصادية والاجتماعية في غزة.

لكن يخشى من أي تعثر جديد يطرأ على هذا الموضوع، ويقول: تعثر المصالحة كثيرًا، أفقدني الأمل بإمكانية إتمامها، لكن ما زلت أعلق آمالي على الأطراف الفلسطينية لتحقيق المصالحة في العام الجديد.

ويعتقد سالم أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، بحاجة إلى دعم محلي وعربي وإسلامي أكثر خلال العام الجديد، أكثر من قبل، خاصة أن العام الماضي شهد الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية بحقه، وأضيف إليها إعلان الرئيس الأمريكي في 6 ديسمبر كانون أول الماضي، القدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وشدد على ضرورة التفات المسؤولين إلى قضايا المواطنين وهمومهم، وعدم الاهتمام بمصالحهم الشخصية فقط.

وقال: على الرئيس محمود عباس، الاهتمام بغزة ومن يعانون بداخلها من مرضى، وعمال، وفقراء، وموظفين.

أما نور الدين جبر؛ فيقول: أهم قضية وطنية نأمل تحقيقها، هي إتمام المصالحة، وإنهاء الانقسام السياسي والفرقة بين أبناء الشعب الواحد، من أجل تخفيف معاناة المواطنين، لاسيما في قطاع غزة الذي عانى أهله ولا زالوا من ويلات وآلام الحصار الاسرائيلي المفروض عليه منذ 11 سنة، ومن ثم مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وأبرزها ما يتعرض له المسجد الأقصى.

وأضاف جبر البالغ من العمر (37 عامًا)، لـ"فلسطين": "نأمل تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ورفع مستوى الاقتصاد الذي ينهار رويداً رويداً بفعل الحصار وإجراءات السلطة الفلسطينية، إضافة إلى قرار جريء من السلطة لرفع عقوباتها عن القطاع".

وقال أيضًا: إنه يأمل إنجاز صفقة تبادل أسرى جديدة على غرار صفقة "وفاء الأحرار" نهاية 2011.

ويرى رمزي مصطفى، الذي يعاني وضعًا ماديًا مترديًا للغاية، أنه بات من الضروري رفع الحصار الاسرائيلي وعقوبات السلطة كذلك عن غزة، في القريب العاجل، من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي وصلت لدرجة غير مسبوقة.

وفيما يتعلق بمعبر رفح، وجه رسالة إلى الجهات المعنية والمسؤولة بضرورة فتح المعبر بشكل فوري وعلى مدار السنة، كي يتسنى للجميع وخاصة ممن هم بحاجة ماسة للسفر، لأن اغلاقه أصبح يهدد مستقبل العديد من المواطنين في قطاع غزة.

وأكد ان رفع الحصار وفتح معبر رفح، مطلبان هما في الحقيقة من أبسط الحقوق التي يجب توفُّرها لحياة كريمة بأدنى المستويات في العالم.

ويقول الشاب محمد الشيخ علي: "بعد خطوات المصالحة الأخيرة، لم تقم الحكومة بدورها المطلوب، الذي يليق بتضحيات الشعب الفلسطيني على مدار السنوات الماضية الطويلة ضد الاحتلال".

وأكد الشيخ علي لـ"فلسطين"، على أن "ما يدلل على ذلك، عدم تحسين الأوضاع في القطاع ولا في الوزارات حتى لو بشكل طفيف، لذلك يجب عليها القيام بدورها وواجباتها تجاه شعبها، في كافة القطاعات الحياتية، خاصة أنها وصلت لحالة الانهيار".

وأضاف "لاشك أن هذا الأمر يتطلب تضافر جهود كل أطياف الشعب الفلسطيني، بما فيها فصائل العمل الوطني، للضغط على الحكومة للقيام بدورها، وفق ما جرى التوافق عليه في القاهرة، والبعد عن السجالات والمناكفات السياسية والإعلامية، التي لن تخدم إلا الاحتلال الاسرائيلي الذي يتربص لأبناء شعبنا الفلسطيني".