آخر الحروب الإسرائيلية وخاصة على لبنان أو على قطاع غزة لم تحقق نتائج إيجابية للمحتل الإسرائيلي، بل على العكس تماما، فقد أدت إلى خسائر متنوعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى أصبحت هناك قناعة بوجود توازن رعب بين " إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية وحتى اللبنانية، والأهم من ذلك ثبت للعدو الإسرائيلي أنه ليست لديه أهداف واضحة يمكنه العمل على تحقيقها، حتى أن فكرة القضاء على حركة حماس _بالرغم من استحالة تنفيذها_ لا تخدم أمنه وإنما تدخل المنطقة في فوضى لا يمكن السيطرة عليها على الإطلاق.
حركة المقاومة الإسلامية حماس لا تسعى إلى حرب جديدة رغم استعدادها التام لها، ودولة الاحتلال إسرائيل لا تستغني عن مغامراتها العسكرية وعدوانها ولكنها أصبحت أقل قدرة على التحكم في المعارك التي تبدأ بها، وفي الحربين الأخيريتين على قطاع غزة هي التي بدأتها ولكنها لم تستطع وضع حد لها إلا بعد تنازل وإعلان وقف إطلاق نار من جانبها هي وليس من جانب المقاومة، وهذا يعني أنها حاليا تخشى الدخول في مواجهة جديدة مع المقاومة الفلسطينية وكتائب عز الدين القسام.
لا أحد يريد الحرب ولكن لا يمكن للجانب الفلسطيني أن يحتمل الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، وما زالت في حالة تدهور مستمر، وكذلك لا يمكن تسكين غضب الشعب بفتح متقطع للمعابر أو بزيادة كمية الكهرباء والوقود دون حلها بشكل جذري، وكذلك لا يمكن تسكين غضب الشارع الفلسطيني سواء في الضفة أو غزة مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية من قتل بدم بارد ومن اعتداءات على الأرض والمقدسات، شعبنا يريد حياة كريمة آمنة حتى يعطي الفرصة للسياسيين من أجل التوصل مع العدو الإسرائيلي إلى حلول سياسية مرحلية تقبل بها الغالبية الفلسطينية بعيدا عن تقديم التنازلات أو المس بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه.
العدو الإسرائيلي هو المسؤول الأول والأخير عن معاناة شعبنا وخاصة في قطاع غزة ولكن هذا لا يعفي أطرافا عربية وفلسطينية من مسؤولياتها في التخفيف من معاناته، لا أريد التوضيح أكثر ولكن كل طرف يعرف ما الذي يمكنه أن يقدمه لشعبه أو لشقيقه الفلسطيني المحاصر، وشعبنا أيضا يعرف تماما حجم المسؤولية التي تقع على كل طرف له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمعاناته.