في عام ألفين في سجن عسقلان داهم غرفة الزيارة أثناء زيارة المعتقلين لأهاليهم عضو الكنيست الإسرائيلي "جدعون عزرا" وأخذ يدفع بأصابع يديه في شبك الزيارة ليسلم على المعتقلين.. من المعتقلين من لا يعرفه فوجئ به، فقد يكون ممثلا عن الصليب أو زائرا أو أو.. فرد على التحية وبادله السلام إلى أن وصل إلى من عرفه من أسرى فلسطين الثمانية وأربعين فرفض التسليم عليه قائلا أصبعي لا يصافح أصبع قاتل.. وعندما عدنا إلى ساحة السجن وفتح النقاش بين من يعرفه ومن لا يعرفه .. قال من رفض السلام عليه: أتدرون من هذا؟ هذا نائب في الكنيست الإسرائيلي وهو رئيس الشاباك سابقا .. وهنا اتضحت أهداف الزيارة .. قال من يعرفهم جيدا : سلامه من فتحات الشبك هو عبارة عن فحص أمني .. جاء ليفحص الشبك أمنيا !!
من جديد يأتي نائب ثانٍ في الكنيست الإسرائيلي المدعو حازان ليصعد الحافلة التي تقل زائري غزة من أمهات وآباء وغالبيتهم من المسنين، وبالطبع لا يعرفون هذا المأفون .. لماذا أقدم على هذا الفعل ؟ إذا عدنا إلى سيرته الذاتية وجدناه ضابطا في سلاح الجو أي أنه من كان يلقي بالقنابل الفسفورية والفراغية وكل ما من شأنه أن يدمر الحياة في غزة .. القنابل التي أسقطت أبراجا على قاطنيها .. إذًا هو قاتل بامتياز كذلك أدار كازينو في بلغاريا وكان معروفا هذا الكازينو بتجارة المخدرات وتقديم الخدمات الجنسية وما خفي أعظم .. بالإضافة إلى أنه من قائمة حزب الليكود اليميني المتطرف ذي الحزب الذي ينتمي إليه نتنياهو ...
إذًا هو وجدعون عزرا على نفس الخط وعلى ذات الطريق من الحقد الأعمى والقتل والتدمير وإفساد حياة الآمنين .. لا يروق لهم تأتي من غزة الحصار والعذاب أمٌّ لرسم بسمة في وجه ولدها .. لا يروق لهم لحظة سعادة تنشدها زوجة تأتي من تحت الركام وتسافر سفرا مضنيا فقط من أجل أن تطمئن على زوجها .. لا يروق لهم أن يلاعب معتقل ولده الذي غاب عنه طفولته ولم يره إلا فتى يافعا .. لا تروق لهم الحياة الفلسطينية ولو بلغ منها الألم والعذاب كل مبلغ .. حافلة تقل معذبين بفراق طويل لفلذات أكبادهم وبدمار محيط بكل جوانب حياتهم.. فماذا تريد منهم زيادة على ذلك رغم أنك السبب في كل عذاباتهم ؟
هل تبلغ النذالة هذا الحد؟ وهل لديه ذرة من المشاعر الإنسانية لتثير في داخله شعورا بكارثية ما يفعل ؟ لا أعتقد أنه يملك شيئا من هذه المشاعر. هو فقط كتلة من الحقد الأسود الذي يعميه أن يرى أي شعاع من نور .
وفي سياق ادعائهم الدائم (الذي لم يعد أحد يصدقهم بما يقولون إلا من ارتبطت مصالحه بمصالحهم ) بأنه دولة الحرية وأنهم واحة الديمقراطية في المنطقة كان لا بد من تذكير العالم دائما بأنهم ليسوا على شيء من هذا وأنهم قد هزموا هزيمة مروعة في ميدان الأخلاق والقيم .. وأمة تهزم أخلاقيا لا بقاء لها .. وهنا مكمن السر أن من يفعل هذا ليس مجنونا كما يدعون دائما على كل من يكشف عوراتهم .. إن هذا الخزي هذه المرة يأتي من قبل نائب برلماني فهو خير من يعكس صورتهم الظلامية المخزية !!