فلسطين أون لاين

الزوجات العالقات بغزة.. بيوتهن مُهددة باستمرار إغلاق معبر رفح

...
​غزة- نور الدين صالح

"افتحوا المعبر بدي أشوف بابا وأروح عنده"، بهذه الكلمات فتحت الطفلة حياة النمس، دفتر اليأس والحزن المملوء بصفحات الشوق والحنين، لرؤية والدها الذي غابت تفاصيل وجهه عنها، نتيجة إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر.

هي كلمات تلخص واقعا مريرا تعيشه الزوجات العالقات في قطاع غزة، اللواتي حُرمن السفر لأزواجهن نتيجة استمرار إغلاق المعبر لعدة شهور متتالية، ما أدى إلى تفرق شمل عائلة الطفلة حياة وغيرها من العائلات الأخرى.

"أم خطاب"، والدة الطفلة حياة، خلال وقفة للزوجات العالقات في مدينة غزة، الأربعاء، تقف بجانب ابنتها التي تجهل تفاصيل وجه والدها المُقيم في تركيا منذ خمس سنوات، حيث لم تعد تتمالك نفسها نتيجة البُعد والجفاء طيلة هذه المُدة "طفلتي ما بتعرف أبوها لو شافته، لأنه سافر قبل ولادتها".

بصوت ملؤه الألم والحرقة تروي أم خطاب لـ "فلسطين"، ما حل بها وأطفالها على مدار السنوات الخمس الماضية: "بيتنا تدمر وأسرتنا تفككت وزوجي أصبح يهددني بالطلاق (..) ماذا تنتظر الجهات المسؤولة؟".

وتقول إن المعاناة تزداد يوماً بعد يوم لدى عائلتها، في ظل استمرار إغلاق المعبر، خاصة أنها عملت فيزا سفر مرتين، الأولى انتهت، والثانية على وشك الانتهاء، منبهةً إلى أنه لا يمكن لها عمل الفيزا أكثر من مرتين.

وتناشد أم خطاب وهي تُعيل أسرة مكونة من أربعة أطفال في ظل سفر زوجها، كل المسؤولين والجهات المعنية بضرورة التدخل، من أجل إنهاء معاناتها والسماح لها بالسفر لالتئام عائلتها مجدداً.

الحال لدى المواطنة "أم أحمد" التي جاءت لتشارك من ذاقوا مرارة الحرمان في الوقفة، حيث تعيش لوعة الفراق وتشتت أسرتها منذ سفر زوجها لدولة السويد قبل ستة أعوام.

لم تعد تحتمل أم أحمد وهي والدة 6 أطفال هذا الحال، لا سيما أن بعض أطفالها لا يعرفون تفاصيل شخصية والدهم.

وأرادت خلال مشاركتها بالوقفة، إيصال رسالة لكل الجهات المختصة، تطالبهم فيها بفتح معبر رفح، كي يتسنى لها السفر إلى زوجها "وهو أبسط حق من حقوقها الشرعية"، وفق تعبيرها.

وتتحدث أم أحمد بحرقة لصحيفة "فلسطين": "بكفي ظلم وقهر وإهانة وتدمير نفسية عائلتي وباقي الزوجات العالقات، حيث باتت حياتنا مهددة بالخطر والانفصال".

وتوضح أن هؤلاء الزوجات يعانين ظروفاً قاسية جراء منعهم من السفر، إضافة إلى تعرضهن للتهديد من أزواجهم بـ "الطلاق"، موجهة رسالة للمسؤولين "ماذا تريدون منا أن نفعل؟".

وتضيف: "لن نقف مكتوفي الأيدي، ويجب أن نسافر بأقصى سرعة، لأن صبرنا قد نفد، ولا نريد عمل شيء آخر غير متوقع، ولا الوصول لحالة الانفجار".

فيما تقف الفتاة وفاء فروانة حائرة تنظر لواقع عائلتها، منذ سفر زوجها إلى دولة بلجيكا قبل ثلاثة أعوام، وابتعاده عن أحضان عائلته وأطفاله. وتروي فروانة لـ "فلسطين"، أنه لم يُسمح لها بالسفر طيلة هذه السنوات، لذلك تطالب كل المسؤولين بضرورة التدخل والنظر لها بعين الرحمة، وفتح المعبر لتمكينهم من السفر.

وخلال حديث الأم، خرجت طفلتها ليان (4 أعوام ونصف)، عن صمتها لتعبر عن حبها واشتياقها لوالدها، الذي باتت تتمنى الالتقاء به في كل لحظة.

وتُلخّص الطفلة ليان وهي تحمل لافتة كُتب عليها "لا تقتلونا بالبطيء لقد تدمرت بيوتنا"، شوقها بعبارة "ما رحت على بابا ونفسي أروح عنده"، فهي تريد احتضان والدها كأي طفلة في العالم.

تجدر الإشارة، إلى أنه لم يتسنَّ لهؤلاء الزوجات السفر لأزواجهن خلال فتح معبر رفح مرتين في غضون الشهرين الماضيين.

أما الشابة تغريد خبوشي (33 عاماً) فهي تطالب بفتح معبر رفح للسفر إلى خطيبها التونسي.

وتوضح خبوشي لـ "فلسطين"، أن خطيبها عقد قرانه عليها منذ عام 2014، ولم تتمكن من السفر والذهاب له، طيلة هذه السنوات"، مشيرةً إلى أنها جددت الفيزا الخاصة بالسفر ثلاث مرات.

وتبيّن أنها حاولت السفر أكثر من مرة "لكن دون جدوى"، واصفةً حال هؤلاء الزوجات بـ "الفئة المغلوب على أمرها"، معربةً عن أملها بأن يتم فتح معبر رفح ليتسنى لها السفر إلى خطيبها.