ظللتُ أتابع مسلسل هدم قرية العراقيب الفلسطينية في النقب، شمال مدينة بئر السبع، حتى ليلة 25-12-2017م، حيث وصل عدد مرات هدم القرية، بعد إعادة بنائها، مائة واثنتين وعشرين مرة، فهي بهذا العدد تفوَّقت على كل القرى والمدن التي دُمِّرَتْ، ثم، أعيد بناؤها في العالم أجمع، على مدار التاريخ!
حكمتْ محكمة بئر السبع على بطل لجنة متابعة العراقيب، صيَّاح أبو مديغم الطوري، البالغ من العمر 68 عاما بالسجن الفعلي ستة أشهر، وغرامة تبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي، لأنه محرضٌ على إعادة البناء، وليس الهدم!!
هكذا أُضيفتْ بطولة فلسطينية أخرى، أغفلَها أهلُها، ولم يعودوا يذكرونها في إعلامهم، وهي أن العقوبة في العالم أجمع تكون للهادمين المخربين، وليس للبانين المعمرين!!
لم تُفلح (إسرائيلُ) بكل مؤامراتها، خلال سبع سنوات كاملة من تفكيك قرية فلسطينية واحدة، وهي العراقيب، المدينة التي تعود جذور ملكيتها لأصحابها الفلسطينيين، منذ العهد العثماني، ولم يصمد الاسم الجديد لها، (لهافيم)، بقي اسمها التراثي العربي القديم، العراقيب!
كيف ستنجح (إسرائيل) في اغتصاب القدس؟!!
هذا الفشل الذريع لـ(إسرائيل)، أصاب متطرفيها بالجنون، ومن أمثلة الجنون، ما قامَ به ضابطٌ إسرائيلي في شرطة مستوطنة، معاليه أدوميم، شرق القدس وهو، يعقوب بن نسيم، الذي مارسَ أبشعَ الأفعال في حقِّ معتقلٍ فلسطينيِ مُصَفَّدِ، طلب الذهاب للحمام، فأرغمه الشرطي، يعقوب بن نسيم، أن يجلس في الحمام، وبالَ على وجهه!!
اعترف الشرطي بفعلته، واعترفَ أنه قام بعمل مماثل عام 2007 مع معتقلٍ فلسطينيِ آخر!! (صحيفة هارتس 25-12-2017م).
هذا اليأس الإسرائيلي من صلابة الفلسطينيين دفع عضو كنيست من حزب الليكود، كان في السابق، عضوا بارزا في الكنيست، وصل إلى منصب نائب رئيس التكتل الليكودي في الكنيست، دفعه إلى القيام بأبشع فعل، لا يفعله إلا مأفونٌ، مجنون، فقد أوقفَ حافلةً فلسطينية، يسيِّرها الصليبُ الأحمرُ، تُقلُّ أمهاتِ وزوجات الأسرى في سجون (إسرائيل) لزيارتهم، وقام بشتم الأمهات والزوجات، وأسمى أبناءهن، الأسرى، بالحشرات والمجرمين، وكان يُصور نفسَه، باعتباره بطلا!!
النائب الليكودي المأفون، أورون حازان، جاء من بلغاريا، حيث كان يُدير شبكة من مروجي المخدرات، والدعارة، هو الذي وصل إلى جسر الملك حسين لكي (يُباطح) النائب الأردني، يحيى المسعود.
هذا النائب الليكودي فاقد العقل والروية، أصرُّ على أن يلتقطَ صورة سيلفي مع، سَمِيِّهِ، وشبيهه، دونالد ترامب عندما زار (إسرائيل)!
أورون حازان، كتب في صفحته على الفيس بوك، محرضا على قتل الرئيسِ، أبي مازن:
"قُتل أبو جهاد عام 1988، وقتل أبو إياد عام 1991، وقتل أبو عمار عام 2004م، أنت يا أبا مازن في طريقك إليهم، هذه آخر أيامك"
أما عميد سلك المجانين في(إسرائيل) هو بلا شك، (الحاخام)! أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا!
حلَّ ليبرمان مكان الحاخام الراحل، عوفاديا يوسيف، وشرع في تحقير الفلسطينيين والعرب!
هدَّدَ مصرَ عام 2009 بتدمير السد العالي، ثم انتقل إلى تهديد ألفلسطينيين الصامدين في أرضهم، منذ عام 1948، فهو يُطالبهم بأداء قسم الولاء لـ(إسرائيل) كشرط لتوظيفهم، ولمنحهم الإقامة، وكشرط لترشيحهم في الانتخابات، وهو يُطالب اليوم بفرض عقوبة الإعدام على الفلسطينيين الذين يقتلون إسرائيليين.
الحاخام، ليبرمان، يطلب من الإسرائيليين نبذ سكان، وادي عارة الأصليين، وطردهم، وهو يطلق على أعضاء القائمة المشتركة، "لقب إرهابيين، (مجرمي حرب) يجب ترحيلهم إلى غزة!!" (هارتس 12-12-2017)
لن أسرد قائمة مجانين السياسة في (إسرائيل)، لأنَّ معظم أعضاء الحكومة الحالية هم من فصيلة المجانين، الذين سبق ذكرهم، لا أنسى، زعيمهم الأول، ونفتالي بينت، وإيليت شاكيد وزيرة العدل، التي نعتتْ الأمهات الفلسطينيات بأنهن يُنجبن العقارب، كذلك وزيرة الثقافة، ميري ريغف، العنصرية، وغيرها من مجانين الحلبة السياسية في (إسرائيل).
للأسف، لا تحظى هذه القضايا العنصرية، والتي أُطلق عليها تُهمة، (اللافلسطينية)، بالتغطية الإعلامية المناسبة، ولم تتحول إلى قضايا حقوقية لمطاردة هؤلاء المجانين من زعماء الأحزاب الإسرائيليين!
ما أزال أتذكر قول الحاخام، الغابر عام 2013م، عوفاديا يوسيف، وهو يقول في درسه الإسبوعي:
"خُلق العربُ والمسيحيون على شاكلة البشر، لكي يخدموا اليهود، الفلسطينيون زواحف وحشرات وصراصير".
ملاحظة أخيرة: ما أكثر الزعماء العرب، وبعض المسؤولين الفلسطينيين، ممن كانوا يغضون الطرف عن عنصريته، ويفتخرون بصداقة الحاخام الأكبر، عوفاديا يوسيف!!!