يعتقد الكثير من الإسرائيليين ومنهم رجال أعمال ومزارعون يقيمون في محيط غزة، بأن التخفيف والتسهيل على قطاع غزة وعلى الرغم من أجواء التصعيد المستمرة، هو مفتاح التهدئة في المنطقة، فمن خلال فتح أوسع لحاجز (ايرز) أمام الايدي العاملة "الغزاوية" والسماح لها بالعمل في مستوطنات الغلاف، سيتم تحسين الاوضاع الاقتصادية لسكان غزة، مما يخفف المعاناة الانسانية، كما أنه يمنح الفلسطينيين ما يحرصون على عدم خسارته أو فقدانه، متناسين بذلك جهلا أو قصدا أن جذر المشكلة هو الاحتلال ولا يمكن حل مشاكل المنطقة دون إنهائه وبشكل كامل.
يعتبر رجل الاعمال الاسرائيلي وصديق نتنياهو المقرب شلومي فوجل وهو أحد المؤمنين بالسلام الاقتصادي والذي سيسهم في علاج مشكلة البطالة في غزة والتي تصل الى 46.6% من القوى العاملة مما يعني تشغيل أكبر عدد ممكن من412800 من العاطلين عن العمل في غزة وذلك من أصل القوى العاملة فيها والبالغ عددها 522800.
وجهة النظر السابقة التي يحملها رجال أعمال ومعظم قادة اليمين في (اسرائيل) تعاني من قصر نظر جوهري في موضوع القضية الفلسطينية فهم يعتقدون أن حل المشكلة الانسانية في قطاع غزة (وعلى الرغم من أهميته) سينهي المشكلة الفلسطينية ويحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي متجاهلين بذلك حقائق التاريخ والجغرافيا الذي تدل على أن الشعب الفلسطيني قد ضحى بالغالي والنفيس في سبيل عزته وكرامته ومن أجل تقرير مصيره وأن يعيش كباقي البشر حرا في دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
الشعب الفلسطيني في غزة قد نجح بصبره وبصموده في اسقاط كل المؤامرات التي تستهدف قضيته العادلة, فهو يرفض وسيسقط كل المقاربات التي تقتصر على الجوانب الانسانية أو الاقتصادية وحدها دون تمكينه من حقوقه السياسية الاساسية فحاجز(إيريز) يجب أن يفتح كباقي معابر القطاع, واستمرار الاغلاق يدلل على شيء واحد فقط وهو حالة الانحطاط التي وصل اليها المحاصرون من المحتلين وأعوانهم.