كشف رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار عن حقيقة صعبة حين قال إن المصالحة تنهار ولا بد من إنقاذها، والسؤال هنا؛ لماذا يسمح للمصالحة أن تنهار؟ المصالحة تعني وحدة الشعب الفلسطيني ومن المفترض ألا تكون هناك عقبة أمام تحقيقها، فإن كانت المسألة تتعلق بتنظيم الأمور المالية والادارية فتلك ليست أسبابا مقنعة لاستمرار الانقسام، أما إن كان هناك من يطالب أن يكون سلاح المقاومة أو التنازل عن أي من الثوابت الوطنية والاسلامية ثمنا للمصالحة فهذا يعني وجود طرف يطلب المستحيل حتى لا تتحقق المصالحة، علما بأن الانقسام لم يعد قائما على المستوى الشعبي وإنما على مستوى القيادة فقط.
المصالحة بعد 6 كانون الأول أي بعد القرار المشؤوم للرئيس ترامب تجاه القدس أصبحت مطلبا ملحا، وبعد تصويت الامم المتحدة لصالح القدس وبعد تلقي ترامب والعدو الاسرائيلي صفعة أممية مدوية دخلت السلطة الفلسطينية مرحلة جديدة من التحديات وهي أحوج الى المصالحة من ذي قبل، حيث انه من المتوقع ان يتم فرض عقوبات مالية وسياسية على السلطة، ولا يمكن للسلطة ان تصمد وحدها في وجه التحديات وخاصة بعد ان كشر ترامب عن انيابه ولم يعد راعيا للتسوية وعملية "السلام" المزعومة، لا بد ان نكون صفا واحدا من اجل الانتصار في معركة القدس ومن اجل مواجهة الصلف الامريكي وجرائم المحتل الاسرائيلي، واي طرف يزهد بالمصالحة او يرهنها لمتطلبات دون المستوى يكون قد وجه طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومن يصر على الانقسام في هذه الأوقات الحاسمة يعني انه منفصل عن الواقع الفلسطيني ويعيش في عالم آخر لا يمت للقضية الفلسطينية بأية صلة.
في الختام لا بد من التأكيد على دعوة قائد حماس في غزة للمبادرة الى انقاذ المصالحة ووقف انهيارها قبل فوان الاوان، وكذلك لا بد من التذكير ان من يتسبب في فشلها هذه المرة سيخسر الكثير من مصداقيته وشعبيته، حيث ان المصالح العليا للشعب الفلسطيني اصبحت مقدمة على المصالح الحزبية لدى الغالبية العظمى من الناس.