طالبت فصائل فلسطينية، السلطة والحكومة، باتخاذ خطوات جدية وعملية؛ تفاديًا لانهيار المصالحة الوطنية، والحيلولة دون العودة للانقسام.
كما طالبت الفصائل، رئيس السلطة بضرورة رفع العقوبات الجارية بحق قطاع غزة، والعمل على تشكيل جبهة وطنية لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية ومقدساتها.
وقال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أمس الأول، إن "مشروع المصالحة ينهار ومن يرى غير ذلك فهو أعمى"، داعيًا الجميع للتدخل لإنقاذها.
وعلق القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، قائلًا: إن هذه التصريحات تدلل "على أن المصالحة تواجه عراقيل في طريقها وتمر بمرحلة صعبة، تحتاج إلى إزالتها للمضي قدمًا في تحقيقها".
وأكد المدلل لصحيفة "فلسطين"، أن المصالحة خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني، معربًا عن أمله ألّا تعود الأمور للوراء نحو مربع الانقسام، والوصول إلى حالة من الإحباط في الشارع الفلسطيني.
وأوضح أن مشروع المصالحة، هو طريق وحدة الشعب الفلسطيني، في ظل المؤامرات التي تُحاك ضده، "وفشلها يعني تسهيل الطريق لتمرير هذه المؤامرات".
واستدرك المدلل: "الكرة الآن في ملعب رئيس السلطة محمود عباس"، داعيًا إياه إلى مد جسور الثقة وطمأنة الشعب الفلسطيني، ورفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة.
وأضاف أن "أي ضغوطات وابتزازات تفتعلها السلطة في المصالحة تعني تدمير المشروع الوطني"، مطالبًا عباس، باتخاذ خطوات جدية في قطع العلاقة مع الولايات المتحدة، ووقف المفاوضات مع الاحتلال.
كما طالب بضرورة إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، بمشاركة الكل الفلسطيني، والدعوة لاجتماع الإطار القيادي المؤقت لوضع استراتيجية وطنية لمواجهة المؤامرات التي تُحاك ضد القضية الفلسطينية.
مؤشر خطير
بدوره، اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية حسين منصور، التصريحات السابقة "مؤشر خطير"، داعيًا الكل الفلسطيني لالتقاط الحديث بشكل جدي والتحرك بشكل ضاغط على الحكومة لتذليل العقبات أمام المصالحة.
وطالب منصور، بوضع الأولوية للمشروع الوطني الفلسطيني، وما يتعرض له من مخاطر والعمل سريعًا على إزالة العقبات التي تواجه المصالحة.
وقال لصحيفة "فلسطين": "إن المصالحة تسير بوتيرة بطيئة جدًا، وهو ما خلق حالة إحباط لدى المواطنين"، مشيرًا إلى أن الشعب لم يلمس أي مؤشرات على نجاح المصالحة، على صعيد رفع العقوبات عن غزة، وتخفيف الأزمات "وهذا يؤشر على أن المصالحة في خطر"، وفق قوله.
وأكد ضرورة تجاوز الأزمات المتراكمة في القطاع، مطالبًا عباس، باتخاذ قرارات جدية ومواقف صريحة، تدلل على وجود مصالحة فعلية، من خلال رفع الإجراءات العقابية، ومعالجة كل الإشكالات المتعلقة بها.
وشدد منصور على أنه "لا مبرر لأي تسويف أو مماطلة في إتمام المصالحة، لأنه لا يخدم المشروع الوطني الفلسطيني".
تنبيه وتحذير
من جانبه، رأى عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية محمود خلف، أن هذه التصريحات تندرج في إطار "التنبيه والتحذير من التباطؤ الجاري في المصالحة ويُمكن أن يهددها بالتراجع".
وقال خلف لصحيفة "فلسطين": إن هذا الأمر يتطلب التدخل سريعًا لإنقاذ المصالحة، وضمان عدم الارتداد والعودة لمربع الانقسام الأول.
وطالب بضرورة تطبيق ما جرى الاتفاق عليه بين الفصائل في القاهرة، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أن القوى الوطنية والإسلامية شكّلت لجنة لمتابعة مجريات المصالحة، وما توصلت إليه وإمكانية الدفع باتجاه تطبيق ما جرى الاتفاق عليه في القاهرة.

