التصريح الأكثر تفاهة والمنسوب إلى مسؤول فلسطيني نقلته وسائل إعلام محسوبة على منظمة التحرير أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص القدس جاء عقابا للرئيس محمود عباس على إنجازه للمصالحة مع حركة حماس إلى جانب توقف المفاوضات مع المحتل الإسرائيلي.
الدكتور صائب عريقات وقيادات أخرى في فتح ومنظمة التحرير كشفوا في وقت سابق عن أن الإدارة الأمريكية رفعت " الفيتو" عن المصالحة وأنها معنية بوحدة الشعب الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير وتمثيل كامل للرئيس، ولولا هذا الرفع لما شهدنا ما تحقق من خطوات تجاه المصالحة، ولكن المصالحة بحد ذاتها لم تتحقق، بل هناك من يقول إن الطرفين وصلا إلى طريق مسدودة، كان سيتم الإعلان عنه لولا اندلاع معركة القدس، وكذلك ما زالت العقوبات على غزة قائمة رغم أن الظروف تستوجب منا وضع كل الخلافات جانبا للتصدي للمؤامرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وقضيته وأولى الأوليات هو رفع العقوبات عن قطاع غزة، ولذلك أقول لأي مسؤول يريد الزج بالمصالحة كسبب لجريمة ترامب إن هذا فعل شائن وغير لائق، ولو أن الفيتو الأمريكي ما زال قائما ضد المصالحة لما تقدمت منظمة التحرير خطوة واحدة تجاهها، كما أن المصالحة شأن داخلي خالص وحاجة أساسية لا يسمح لأي طرف خارجي أن يدس أنفه فيها أو يجعلها قضية للمساومة.
تصريح آخر استفزني ولا بد من الإشارة إليه هو ما صدر عن قيادي في حركة فتح حيث قال إن رفع العقوبات عن غزة غير مهم، فإذا تمكنت الحكومة سيتم رفعها، طبعا هذا القيادي من غزة ويعيش بالضفة، لا تؤثر عليه العقوبات كما لا تؤثر عليه معاناة شعبه وأهله وحتى أقاربه في قطاع غزة، مثل هذا الشخص لا بد وأن يكون شعاره في هذه الدنيا الخادعة : " اللهم نفسي وراتبي وما تبقى لي من العمر"، وهذا منطق غير سوي لا يقبل به من كان عنده ذرة ضمير أو وطنية، ونحن الآن بحاجة إلى خطاب وحدوي يعزز روح التكافل والتكاتف والإيثار حتى نكون صفا واحدا ضد ما يعصف بنا من مؤامرات.