كشف مركز المعلومات "الإسرائيلي" لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، "بتسيلم"، اليوم الاثنين، عن كبرى عمليات الترحيل التي تشهدها القدس الشرقية في حيّ بطن الهوى.
وأظهر تقرير للمركز الحقوقي، أنه في حيّ بطن الهوى، الواقع في قلب سلوان، تحدث كبرى عمليات الترحيل التي تشهدها القدس في هذه الفترة. وحتى الآن تم تقديم دعاوى إخلاء ضدّ 81 أسرة فلسطينية تعيش في الحيّ منذ عشرات السنين.
ووفقًا لمسح أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ذلك يعني 45% من مجموع الأسر التي يتهدّدها خطر سلب بيوتها على أساس عرقيّ في المدينة.
وكشف التقرير الحقوقي، عن اتباع سلطات الاحتلال سياسة تميز ضدّ السكان الفلسطينيين منذ أن ضمّت القدس ، حيث تعمل بشتّى الطرق على زيادة عدد اليهود الذين يعيشون في المدينة وخفض عدد السكان الفلسطينيين. هذا، من أجل خلق واقع ديمغرافي وجغرافي من شأنه استباق أيّة محاولة مستقبلية لتحدّي سيادة الاحتلال على القدس .
وجاء في التقرير أنه ضمن ذلك، صادرت السلطات آلاف الدونمات من السكان الفلسطينيين، وبنت 12 حيّا خصّصتها للسكان اليهود فقط، وذلك في الأراضي المحتلة التي ضمّها الاحتلال, مكانة هذه الأحياء، من وجهة نظر القانون الدولي، لا تختلف عن مكانة المستوطنات في بقيّة أراضي الضفة الغربية.
وأشار إلى ما يعانيه جميع سكان القدس الشرقية من نقص في المساكن والميزانيات والبنى التحتية والخدمات، تجنّدت في السنوات الأخيرة الوزارات المختلفة وبلدية القدس لمساعدة الجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهانيم" لطرد أسر فلسطينية تقيم في حي بطن الهوى، ولتوطين المستوطنين اليهود مكانهم. شرعنت المحاكم هذا الواقع بجميع جوانبه، علمًا أنّها توفّر بذلك غطاءً قانونيًّا لعنف الدولة المنظّم والهادف لتحقيق غاية مخالفة للقانون: الإزاحة القسريّة لسكان محميّين من منازلهم في أرض محتلة.
وتفيد نتائج الدراسة، أنّه قد جرى تقسيم الحي إلى نحو 50 قسيمة، تسعة منها نُقلت إلى "عطيرت كوهانيم" وخمسة أخرى يسكنها المستوطنون بشكل فعليّ. حتى الآن، قدّمت جمعية "عطيرت كوهانيم" دعاوى إخلاء (معظمها في عام 2015) ضدّ 81 أسرة، تعيش جميعها في قسيمة رقم 96 الممتدّة على مساحة 2.6 دونما، في وسط الحي. إضافة إلى عائلتين فلسطينيّتين تقيمان في قسيمة رقم 84، فرضت عليهما البلدية غرامات مالية وأصدرت أوامر هدم لقسم من مساكنهما، بحجّة دخول أراضٍ تملكها الجمعية الاستيطانية.