فلسطين أون لاين

​"التنمّر الإلكتروني".. إيذاءٌ أنجبته التكنولوجيا

...
غزة - مريم الشوبكي

يُعرّف التنمر بأنه إيذاء من فرد أو جماعة ضد فرد آخر أو جماعة أخرى، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ظهر نوع جديد من التنمر، هو التنمر الإلكتروني، والمتنمرون إلكترونيًا يؤذون الأشخاص بطرق عدّة منها ابتزازهم بصورهم واختراق حسابتهم، وغير ذلك.

عن التنمر الإلكتروني، والأشخاص الذين يمارسونه، ومن يُمارس عليهم، وطرقه، وتأثيراته النفسية والاجتماعية نتحدث في التقرير التالي.

عدّة أشكال

قال أخصائي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب إن التنمر الإلكتروني هو محاولة فرض الآراء بالقوة وبطرق استفزازية، ومن الممكن أن يأخذ عدة أشكال، منها التهديد والابتزاز لأشخاص أضعف من ناحية عمرية أو فكرية أو جسمية، وذلك بطلب مال أو مواقف معينة أو تنفيذ شروط خاصة تخدم مصلحة ذلك الشخص المتنمر.

وأضاف لـ"فلسطين" أن ممارسة التنمر تحتاج لقدرات عقلية وجسدية واستقلال شخصي وخبرات حياتية، وذلك لا يتواجد إلّا في فترة ما بعد البلوغ، والتي يشعر فيها المراهق بالاستقلال الذاتي والقدرة على إدارة المواقف الحياتية.

وأشار إلى أن ضحايا التنمر الإلكتروني والابتزاز هم غالبًا من ضعاف الشخصية، وممن ليس لديهم الخبرة المعرفية والحياتية الكافية للتمييز بين المواقف، وكذلك الأطفال الأصغر سنًّا من الشخص الذي يقوم بالتنمّر، والفتيات وخصوصا في فترة المراهقة، بالإضافة إلى أشخاص من الفئات الأكثر فقرا أو الأكثر غنى، والفئة الأخيرة تشمل الأشخاص الذين يعانون من ضعف في القدرات العقلية.

ومن وسائل وطرق التنمر الإلكتروني، ذكر أبو ركاب التهديد بالإفصاح عن بعض الأسرار، والشتم والإساءة لبعض الأشخاص، وتداول بعض المواد غير المرغوب فيها اجتماعيا أو دينيا أو ثقافيا، وكذلك اختراق بعض الحسابات الإلكترونية لبعض الأشخاص وسرقة المعلومات منها ونشرها.

وأوضح أن التنمر الإلكتروني يترك آثارًا نفسية واجتماعية على الشخص الضحية، ويتسبب بازدرائه وتحقيره لنفسه، ويزيد عنده القلق من المستقبل ويحد الأمن الشخصي، وقد يفقد هذا الشخص الأمن المجتمعي الذي من شأنه أن يدخله في دوامة الاكتئاب، والأمراض الجسدية، بالإضافة إلى ذلك، فقد ينتج عن التنمر انتشار سلوكيات من شأنها تدمير البناء الاجتماعي بشكل عام.

وأشار إلى أن التنمر الإلكتروني يؤثر أيضا على الحالة النفسية للشخص الذي يقوم بالتنمر، فالتنمر، وخصوصا عند المراهقين، هو بداية خطيرة لتشكّل شخصية مرضية في المستقبل.