فلسطين أون لاين

القدس ليست للبيع

يستطيع مترفو القرى أن يشتروا اليخوت والقصور واللوحات الفنية بمليارات الدولارات لأنهم لا يجدون من يحاسبهم، ولكن هذا لا يعني أن لديهم القدرة على شراء وبيع مقدساتنا، وحين يتعلق الأمر ببيت المقدس فإن مليارات المترفين لا تكفي لشراء حجر من حجارة القدس ولا حفنة من ترابها، وإن هم أصروا على المحاولة فإن الفناء والدمار سيكون مصيرهم.


القدس ليست للبيع وبالفلسطيني القدس مش للبيع ولا للسمسرة، أما هذا الاحتلال المؤقت فهو الى زوال، وقد مر على بيت المقدس الكثير من الغزاة والبغاة ولكن لم يطل بهم المقام وسرعان ما تعود القدس إلى أحضان المسلمين وأصحابها الشرعيين.


عشرة مليارات دولار مقابل التنازل عن القدس أو فلسطين أو أي شبر منها مهزلة تسيء الى من فكر فيها، هي مهزلة ليس من أجل الرقم السخيف، فكل المال سخيف اذا كان المقابل التنازل عن العقيدة والعرض والشرف والمقدس بل السخافة فيمن يتصور أن فلسطين ومقدساتها قابلة للمساومة. ما يتم احتلاله يتم تحريره لا بيعه أو التنازل عنه.


اذا كانت اتفاقية أوسلو تشجع المترفين على التمادي في سخافاتهم فإننا نقول لهم إن اتفاقية أوسلو مرفوضة من غالبية الشعب الفلسطيني، والان وبعد ربع قرن من ابرامها لم يعد هناك أي حزب يؤمن بها ولا حتى الاحزاب الفلسطينية التي وقعتها في غفلة منا، اتفاقية أوسلو انتهت وستعلن نهايتها رسميا بعد سنوات قليلة يكون كل من ساهم فيها قد عرف الحق او انتقل الى دار الحق.


أعتقد أن قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة للمحتل الاسرائيلي كان بمثابة صدمة كهربائية أعادت ضمير الامة الاسلامية الى الحياة مجددا، ولا بد لمترفي القرى أن يعيدوا قراءة واقع الامتين العربية والاسلامية والواقع الفلسطيني كما هو الان، فلا داعي للانجرار خلف ترامب ومغامراته الغبية، ولا حتى الاصغاء الى قادة دويلة عربية متآمرة تعتقد أنها تملك تغيير عجلة التاريخ أو العبث بالجغرافيا، فهم ربما نجحوا في تعطيل ثورة عربية هنا أو هناك ولكنهم لن يفلحوا في الصمود أمام التغيير القادم.