فلسطين أون لاين

​معاناة مستمرة وسخط من بطء الإجراءات في معبر رفح

...
معبر رفح (أ ف ب)
غزة - جمال غيث

من أمام بوابات معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، انسكبت دموع أم محمد، بانتظار السماح لها باجتياز المعبر كي تعود إلى طفليها اللذين تركتهما خلفها في جمهورية مصر العربية، قبل عام.

ولم تتمكن أم محمد، وهو اسم مستعار، من العودة إلى منزلها وطفليها اللذين لم تتجاوز أعمارهما الخمسة أعوام، بسبب استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي بشكل متواصل.

وحضرت " أم محمد" إلى قطاع غزة، قبل عام من الآن، لإلقاء نظرة الوداع على والدتها والمشاركة في تشييع جثمانها بعد أن حرمت من زيارتها والالتقاء بها منذ ما يزيد عن خمسة أعوام، بسبب إغلاق المعبر.

ومن المقرر أن تستأنف السلطات المصرية، اليوم الاثنين، فتح معبر رفح لليوم الثالث على التوالي بشكل استثنائي للحالات الإنسانية، في ظل شكاوى من بطء إجراءات العمل داخل المعبر وتوقف حركة المسافرين لساعات ما حرمهم من حقهم في السفر.

صالة المغادرة

وتشير أم محمد، التي بدت منهارة خلال حديثها لصحيفة "فلسطين"، لعدم تمكنها من مغادرة قطاع غزة، إلى أنها كانت امس على موعد السفر والعودة إلى طفليها في مصر، وفق الكشوفات التي نشرتها هيئة المعابر والحدود بوزارة الداخلية للمسافرين، إلا أنها لم تتمكن من مغادرة القطاع بسبب بطء الإجراءات المتبعة في صالة المعبر.

وتناشد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للتدخل الفوري والعاجل للسماح لها بالسفر، وإنهاء معاناة العالقين على جنبات المعبر بسبب "أوضاعهم المأساوية التي لا تحتمل"، على حد وصفها، مضيفة: "إن المئات من الراغبين في السفر يبيتون على جنبات المعبر بانتظار السماح لهم بمغادرة القطاع".

واضطر مئات المسافرين والعالقين في المعبر، أمس، إلى المبيت في الصالة الفلسطينية بعد أن أرجعتهم السلطات المصرية، فيما أرغم مئات آخرون على النوم في الصالة المصرية أيضا ولم يسمح لهم بالتحرك في اتجاه القاهرة، بسبب حظر التجوال في سيناء الذي يفرض هناك بسبب الأوضاع الأمنية، وفق محمود، وهو أحد الطلبة العالقين.

توقف الدراسة

ولجأ محمود، وهو اسم مستعار اختاره خشية من منعه من السفر، وعشرات الطلاب العالقين، مؤخرًا، إلى الاعتصام المفتوح أمام بوابة معبر رفح البري، في محاولة منهم للفت أنظار المعنيين لمعاناتهم وضرورة السماح لهم بالسفر وتجنب ضياع فرصتهم في الدراسة بالخارج.

ويأمل الطالب محمود، في حديث لصحيفة "فلسطين" أن تمدد السلطات المصرية العمل بمعبر رفح وتمكن الطلبة والعالقين من السفر، واصفًا الإجراءات المتبعة في المعبر بـ"البطيئة والتي تسير كالسلحفاء"، وفق قوله.

وتمكن "محمود" من الالتحاق بجامعة القاهرة، تخصص تجارة دولية، معربًا عن خشيته ألا يتمكن من السفر وتضيع فرصة الدراسة عليه.

ويطالب محمد أبو عيد، وهو أحد الطلبة العالقين، السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح البري، والسماح لهم بالسفر لاستكمال دراسته الجامعية.

ويشير أبو عيد لصحيفة "فلسطين" إلى أنه ينتظر السماح له بالسفر منذ خمسة أعوام لأوكرانيا لاستكمال دراسته الجامعية في تخصص الهندسة، مؤكدًا أن صلاحية "الفيزا" من المقرر أن تنتهي يوم غد الثلاثاء في حال لم يسمح له بالسفر.

وناشد رئيس السلطة محمود عباس، وجامعة الدول العربية والمسؤولين المصريين لضرورة إيجاد حل جذري لأزمة المعبر بأسرع وقت ممكن والسماح له ولبقية زملائه الطلبة بالسفر لإكمال تعليمهم الجامعي.