فلسطين أون لاين

​معرضٌ للمشاريع النسوية الصغيرة

بجهد شخصي.. "أيادٍ ناعمة" تواجه خشونة الحياة

...
غزة - مريم الشوبكي

مشغولات ومأكولات وملابس صنعتها أيد ماهرة أرادت التغلب على الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه قطاع غزة، وجاءت بها إلى معرض "الأيادي الناعمة 2"، لتؤكد أن عزيمة وإرادة الإنسان قادرة على ابتكار أي عمل كريم يعتاش منه بعيدا عن البكاء على وظيفة لم تأتِ، أو انتظار مساعدة من الآخرين.

مجموعة من السيدات الغزّيات اتفقن على تنظيم المعرض بجهد شخصي منهن، ودون رعاية أي مؤسسة، وافتتحنه أمس، الأربعاء، ويستمر ليومين اثنين، وفيه يعرضن منتجاتهن البسيطة ذاتية، مثل مشغولات التراث والأشغال اليدوية، والمأكولات اليدوية، والتحف والهدايا والأنتيكا، والملابس أيضا.

لاستفادة أكبر

قالت مديرة معرض الأيدي الناعمة الثاني سهير اليازجي إن المعرض يُقام للمرة الثانية، حيث أقيم المعرض الأول قبل ثلاثة أسابيع، وقرار تكراره جاء بناء على طلب أصحاب المشاريع لكي يحققوا استفادة أكبر من خلال تسويق منتجاتهم من خلاله.

وأضافت لـ"فلسطين" أن أغلب المشاريع المشاركة في المعرض تسوّق منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشاركت في المعرض لأن الزبائن يفضلون رؤية المشغولات والمنتجات على أرض الواقع لوجود منافسة كبيرة في هذا المجال.

ونوهت إلى أن أغلب المشاريع المشاركة في المعرض لسيدات يعتمدن اعتمادًا كاملًا على بيع ما ينتجن للإنفاق على أنفسهم وأسرهن.

وأوضحت اليازجي أن الهدف من إقامة المعرض وتكراره خلال فترة بسيطة هو مساعدة السيدات وصاحبات المشاريع البسيطة في تحقيق دخل مادي يساعدهن في الإنفاق على أسرهن طوال الشهر وليس لمدة محدودة في السنة، ولتشجيعهم أيضا على إقامة مشاريع ذاتية للتغلب على البطالة وقلة فرص العمل وتحقيق مصدر دخل بعيدا عن انتظار الوظائف.

وطالبت المؤسسات النسوية الخاصة بدعم المشاريع الصغيرة، وإقامة معارض دائمة لهؤلاء النسوة ليتمكّن من تسويق منتجاتهن، وعلى الأقل دعمهن بدفع تكلفة حجز زاوية في المعارض المختلفة.

تسويق أفضل

في إحدى زوايا المعرض، وقفت حنان أبو حامدة، ترصّ مشغولاتها اليدوية على طاولة العرض، من حقائب، ومحافظ، وشالات طرّزتها بمساعدة بعض السيدات بأشكال مختلفة من التطريز الفلاحي الفلسطيني.

قالت أبو حامدة صاحبة معرض الأماني للمطرزات: "أشارك دائما في المعارض لكي أسوق لمشغولاتي اليدوية، فمن خلالها يتعرف الزبائن على البضائع ويلمسون مدى جودتها ودقة صنعها والجهد المبذول بها".

وأضافت لـ"فلسطين": "كما أن المعارض فرصة لبيع المنتجات التي أصنعها بمساعدة سيدات أخريات يعملن معي، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث أن البيع شحيح وبالتالي الدخل المادي الذي نحققه ضئيل، لذا أجد في المعارض فرصة لزيادة عملية البيع".

ودعت أبو حامدة الجهات المعنية بتنظيم المعارض باستمرار، مطالبة المؤسسات التي تعنى بدعم المشاريع الذاتية بتوفير دعم مادي لأصحاب المشاريع البسيطة، لتطوير مشاريعهم، أو مساعدتهم في تحمل تكلفة حجز زاوية في المعارض.

تسويق الكتروني

وفي الزاوية المقابلة، تعرض سناء كساب المشغولات التي تصنعها بنفسها من ملابس ومطرزات، التقيناها بينما كانت تتحدث مع زبونة عن إحدى قطع الحلي التي زيّنتها بالتطريز الفلاحي.

"كساب" أنشأت صفحة على موقع فيس بوك باسم "أصيل للخياطة والتطريز" تعرض فيها منتجاتها وتسوّق لها، وتسهّل لها هذه الصفحة الوصول لعدد أكبر من الزبائن الراغبين في اقتناء القطع التراثية.

أوضحت لـ"فلسطين": "منذ عشرين عاما أعمل في الخياطة والتطريز، حيث كنت أقدم دورات في هذا المجال للسيدات، وبعدها توقفت عن العمل في ظل استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع، واقتصرت فقط على صناعة المشغولات وقطع الملابس وبيعها عبر الانترنت".

وتبين أن الهدف من مشاركتها في المعرض هو نشر التراث الفلسطيني والحفاظ عليه من السرقة والاندثار أولا، ومن ثم تحقيق ربح مادي ببيع ما تصنعه لتوفر مصاريف الحياة اليومية، مشيرة إلى أنها وتحرص على المشاركة في المعارض دائما.

وكسابقتها، طالبت كساب المؤسسات الحكومية والأهلية، ومؤسسات القطاع الخاص بدعم معارض المشاريع الصغيرة، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي أثرت على البائع والمشتري.

واشتكت من أن "بعض المؤسسات تقيم معارض بأهداف تجارية بحته وتحقيق ربح مادي، دون النظر إلى وضع أصحاب المشاريع الصغيرة الذين قد لا يحققوا ربحا ماديا في أيام المعرض، بل يخسروا ما دفعوه لحجز زاوية فيه".