هل اقتنعت منظمة التحرير الفلسطينية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الشرعية الدولية ما هي إلا شريعة غاب لا حظ فيها إلا للأقوى في وقت تغيب فيه العدالة وتطغى العربدة السياسية؟ ما الذي يستطيع المجتمع الدولي تغييره بعد القرار المخزي الذي اتخذه ترامب؟ لا بد للقيادة الفلسطينية أن تغير وتبدل في سياستها القائمة على التمسك بالأوهام والسراب قبل أن يتم طردها من الضفة الغربية بعدما أخذت (إسرائيل) كل ما تريده تحت غطاء مفاوضات ماراثونية عبثية واتفاقية أوسلو القذرة.
يقال إن قيادة منظمة التحرير ستبحث عن راعٍ جديد لعملية (السلام) بدلًا من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن المنظمة لم تتعلم الدرس وتريد أن تسير في الطريق ذاته حتى نخسر المزيد والمزيد ثم تنتقل من راع للسلام إلى آخر وما هذا الا مضيعة للوقت وتضييع تدريجي لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته.
على المنظمة أن تبدأ اتخاذ خطوات أحادية حسب ما تفرضه المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وحين أقول أحادية أي لا علاقة للعدو الإسرائيلي والمجتمع الدولي بها وإنما باتفاق كامل مع باقي القوى والفصائل الفلسطينية، كما أنه مطلوب منها أن تسقط كل مصطلحات اتفاقية اوسلو فلم يعد مقبولا -على سبيل المثال- الحديث عن "القدس الشرقية" عاصمة لفلسطين بل هي القدس الشريف، ثم من العار أن تطالب الفصائل الفلسطينية بعد اليوم باحترام أو بالالتزام بالاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير والمحتل الإسرائيلي والأصل أن تعلن منظمة التحرير تحللها من جميع الاتفاقات التي أوصلتنا إلى هذا الوضع المذل.
على الرئاسة الفلسطينية ألا ترضخ للتهديدات الأمريكية، فلا زيارة للبيت الأبيض بعد اليوم ولا استقبال لأي سياسي أمريكي لا بالسر ولا بالعلن فإن تم ذلك فإن المنظمة ستخسر الكثير، وإن تمسكت المنظمة بموقف متوافق مع مصالح الشعب الفلسطيني فإن الشعب الفلسطيني كله سيقف إلى جانبها، وأفضل ما يمكن للمنظمة عمله الآن هو إنهاء الانقسام ورفع العقوبات عن قطاع غزة والوقوف صفًا واحدًا في وجه الاحتلال الإسرائيلي والمؤامرة الغربية والعربية على القضية الفلسطينية.