كشفت منظمة التحرير على لسان أحد أعضاء لجنتها التنفيذية عن طبيعة ردها إذا ما نفذ الرئيس الأمريكي جريمة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث يتمثل رد المنظمة بالعمل على ثلاثة مسارات للتحرك فلسطينيا وهي كالتالي : بالمسار السياسي عبر الامم المتحدة والانضمام للمعاهدات والاتفاقيات الدولية ثم بتحريك دعاوى قضائية ومن خلال المسار الشعبي السلمي في كل الاراضي الفلسطينية مع دعم وتنشيط حملة المقاطعة.
اذا كانت هذه طبيعة رد منظمة التحرير ورد السلطة على جريمة ترامب فعلى نتنياهو أن يرتاح من تلك الجبهة، لأن التهديد والوعيد باستخدام المسارات ذاتها دون تنفيذ هو الرد المعتاد من المنظمة على كل جريمة ترتكبها " اسرائيل" صغرت أم كبرت. هذا الرد لا يليق بفداحة الجرم بل يبدو وكأنه استغلال كارثة فظيعة من أجل تحقيق غايات لا وزن لها مثل البحث عن المزيد من الاعترافات الدولية بدويلة تتناقص حدودها المفترضة يوما بعد يوم، أو الانضمام الى منظمات أو معاهدات لا تساوي شيئا أمام قوة أمريكا وسيطرتها على المجتمع الدولي بأسره فضلا عن منظماته الهشة.
اذا أرادت السلطة الفلسطينية أن تمتلك القدرة على مواجهة أي قرار أمريكي عليها أولا الاستغناء عن دعمها المقدر بـ 400 مليون دولار سنويا لأن التهديد بقطع الدعم كفيل بإرهاق السلطة أو حتى انهيارها ، وهنا يأتي الدور العربي الذي من المفروض أن يعوض الدعم الامريكي ولكن المشكلة أين سنجد دولة عربية تمتلك القدرة على مخالفة أوامر البيت الابيض؟ وبالتالي رسميا لا يمكننا فعل الكثير إلا اذا قررت منظمة التحرير أن تعمل الصواب فتسحب اعترافها بدولة الاحتلال وأن تعلن _اذا استدعى الامر _عن حل السلطة الفلسطينية وحينها ستكون كل الفصائل دون استثناء مساندة للمنظمة وللرئيس محمود عباس.
لا نعول كثيرا على الرد الرسمي الفلسطيني أو العربي، ولكننا على يقين بأن الشعب الفلسطيني لن يسكت ولن يستكين وقد جرب في حوادث كثيرة أقل فداحة من جريمة نقل السفارة الامريكية الى القدس فكان على مستوى التحديات، هذا في الحقيقة ما تخشاه دولة الاحتلال لأنها ستدفع ثمنا باهظا اذا ما نفذ ترامب وعوده، ولكن بالمقابل على السلطة الفلسطينية أن تكون عونا للشعب في معركته للدفاع عن القدس والتي لن تكون سلمية مطلقا.