1- صفقة القرن الأمريكية تأتي في ظل الواقع العربي والإسلامي الذي يعاني من الانحطاط والضعف والهوان، وهذا الواقع أصبح مهرولاً نحو الاحتلال، ويهرولون لبناء علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية والتطبيع مع الاحتلال في الغرف المغلقة ولذلك التعويل ليس على الأنظمة العربية في إطار الثورات المضادة للربيع العربي، لكن التعويل هو دور للشعوب العربية والاسلامية في تغيير هذا الواقع.
2- فبحسب ما كشفت مصادر اعلامية فإن البنود الرئيسة لصفقة القرن هي مجموعة من التنازلات غير المسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية التي لم تطرح من قبل بشأن الحقوق الفلسطينية، فعندما نقارن هذه الصفقة التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وادارته بالحل القائم على فكرة دولتين لشعبين داخل الأراضي الفلسطينية يعتبر حل الدولتين أفضل منها بكثير، وكلتا الصفقتين لا تعبران عن الحد الأدنى للحقوق الوطنية الفلسطينية ومرفوضة شكلاَ ومضموناً، فالقيادة الأمريكية و اليمين المتطرف بأمريكا برئاسة ترامب ينفذان رؤية اللوبي الصهيوني للحل في المنطقة ويحاول ترامب وادارته استرضاء اللوبي الصهيوني بمزيد من التعاطي مع المخططات الصهيونية ومنها صفقة القرن.
3- أما بخصوص قطاع غزة فإن الطرح الموجود في صفقة القرن هو نفس خطة يوشع بن آريه عام 2003 بتمديد حدود غزة وصولا للعريش، وكذلك مشروع غيورا آيلاند عام 2004 الذي ينص على تنازل مصر عن (600) كم2 من سيناء لصالح التوطين، مقابل حصولها على (200) كم2 من صحراء النقب ومزايا اقتصادية أخرى، جاءت هذه التسريبات بالتزامن مع تصريحات وزيرة المساواة الاجتماعية في حكومة الاحتلال جيلا جملئيل، خلال وجودها في مصر للمشاركة في مؤتمر نسائي تابع للأمم المتحدة وأدلت بتصريحات قالت فيها" إن أفضل مكان للفلسطينيين ليقيموا فيه دولتهم هو سيناء"، وذلك في حوار مع مجلة “السيادة” الأمر الذي رفضته الخارجية المصرية جملة وتفصيلاً و طلبت بشكل رسمي من دولة الاحتلال توضيح تلك التصريحات، وعبرت عن طريق سفيرها في تل أبيب حازم خيرت، عن غضبها الشديد إزاء تلك التصريحات، خلال اتصالات مع كبار المسؤولين بدولة الاحتلال.
4- إن المتتبع لما ظهر من تسريبات لبنود صفقة القرن يجعلنا نؤمن بأن الإدارة الأمريكية لا تصلح أن تكون وسيطاً أو راعياً لأي عملية سياسية، الأراضي التي ستحتفظ بها دولة الاحتلال في الضفة حوالي ١٢% كما أن الخطة الرئيسة لبناء الجدار العازل احتفظت بـ ١٢% من أراضي الضفة، وبالإضافة إلى ذلك شرعنةُ تواجد الاحتلال في الجولان، وجعل مصالحه الأمنية في صلب الاستراتيجية الجديدة التي تدرس الإدارة الامريكية فرضها حسب ما تسمى بصفقة القرن. التقديرات تشير الى أنه من المستبعد أن تنجح صفقة القرن أو أن تمضي بخطوات سريعة إلى الأمام في ظل الانشغال الأميركي، لذلك يجب دعم انتفاضة القدس التي استطاعت أن تشكل تطورا مهما في القضية الوطنية الفلسطينية مع التركيز على أهمية زيادة نشاطها في مواجهة الاحتلال في ظل الحديث عن نقل السفارة الامريكية للقدس و اعتراف واشنطن بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال ، فلقد تمكنت الانتفاضة من توجيه الانظار للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية بأنها قضية شعب يبحث عن الحرية من الاحتلال الإسرائيلي في ظل الواقع الدولي الجديد والمتغيرات الإقليمية المتتابعة والحديث عن صفقة القرن الخبيثة.
5- يجب أن تسعى السلطة الفلسطينية إلى توحيد الصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية والسير في مواجهة هذا المخطط الصهيوأمريكي المسمى صفقة القرن ورفض أي تنازل عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني وفضح الضغوط التي تمارس من أي دولة على الادارة السياسية الفلسطينية من أجل تمرير هذه الصفقة الخبيثة، إضافة إلى إيقاف التنسيق الامني وتمكين انتفاضة القدس والمقاومة في الضفة الغربية بعيداً عن الملاحقة حتى تقوم بدورها المقدس في التصدي للاحتلال، لأن المفاوضات مع الاحتلال أثبتت فشلها فلا بد من الانتفاضة ودعم المقاومة حتى يعلم الاحتلال ومن يسانده انه لن تمر أي صفقة مشبوهة فالقدس كل القدس عاصمة لدولة فلسطين وليست مدينة أبو ديس كما يشاع أنها العاصمة المقترحة وفق صفقة القرن.