فلسطين أون لاين

​الخطاب الإعلامي للمصالحة.. التباين سيد الموقف

...
جانب من توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية (الأناضول)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

اتفق محللان سياسيان على وجود تباين بين الخطاب الإعلامي الذي تقدمه وسائل الإعلام التابعة لحركة "حماس" ونظيرتها وسائل الإعلام التابعة للسلطة وحركة "فتح"، حول ملفات المصالحة الداخلية والوحدة الوطنية.

ورأى المحللان في حديثين منفصلين مص صحيفة "فلسطين" أن حماس ملتزمة بتقديم خطاب إعلامي داعم للمصالحة ورأب الصدع على أساس ما اتفق عليه في القاهرة، مقابل خطاب متناقض يزيد من إحباط الشارع، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة معالجة القضايا الخلافية بعيدا عن وسائل الإعلام.

وكان عضو المكتب السياسي لحركة "حماس د.خليل الحية، انتقد خلال مؤتمر صحفي، أول من أمس، تصريحات قادة حركة "فتح"، (دون أن يذكرها صراحة) حول المصالحة، وقال إنها "توتيرية"، منبهاً في الوقت ذاته، إلى أهمية عدم العودة إلى مربع السجال والتراشق الإعلامي.

وشهدت الأيام الماضية تصريحات إعلامية من مسؤولين في السلطة وحركة "فتح" حول ربط تنفيذ المصالحة ورفع الإجراءات العقابية بتمكين الحكومة أولا في قطاع غزة وتسليم الملف الأمني للسلطة قبل كل شيء، مع اتهام "حماس" بتعطيل المصالحة وعدم الالتزام باستحقاقاتها.

خطابان متناقضان

ويقول المحلل السياسي مصطفى الصواف: إن "وسائل الإعلام التابعة لحماس أو المقربة منها قدمت منذ بدء حراك المصالحة الأخير خطابا إعلاميا متزنا بعيدا عن السجال، مقابل هبوط في الخطاب الإعلامي لحركة فتح من خلال البيانات والتصريحات الأخيرة للقياديين عزام الأحمد وحسين الشيخ".

وأضاف الصواف: "التصعيد الكلامي والإعلامي الذي ما زالت فتح تتبناه يدلل على وجود محاولات فتحاوية لعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه أخيرا، وكذلك يعكس عدم جدية الرئيس محمود عباس بتحقيق المصالحة وفق الرؤية الوطنية".

ويعتقد الصواف أن "فتح" تحاول المماطلة والتسويف في تنفيذ أجندة المصالحة، مع السعي وراء جر حركة حماس لسجال إعلامي تمهيدا لإفشال المصالحة ومن ثم تحميل الأخيرة المسؤولية عن ذلك.

وأشار الصواف إلى أن "حماس" مطالبة بأن تبقى ملتزمة بالخطاب الإيجابي المؤكد على المصالحة بعيدا عن المهاترات الإعلامية، مع استحضار القوى الفلسطينية والوسيط المصري كشاهد على الخطاب السلبي الذي تقدمه "فتح" عبر وسائل إعلامها ومؤسساتها الرسمية.

استقرار الشارع

بدوره، يرى الكاتب السياسي د.عادل سمارة أن الخطاب التوتيري لا يصب في مصلحة المصالحة الداخلية والمشروع الوطني بل قد يتسبب في زيادة حالة الإحباط بالشارع الفلسطيني من فرص نجاح المصالحة، الأمر الذي يؤكد على ضرورة إبعاد الإعلام عن القضايا الشائكة.

وذكر سمارة، أن "الخطاب الإعلامي لكلا الطرفين يفتقر للنغمة الواحدة الداعمة للمصالحة، وإن بدت حركة حماس أكثر التزاما بتنفيذ ما تعهدت به في حوارات القاهرة الأخيرة، في ظل تباطؤ السلطة في تنفيذ استحقاقات المصالحة، لتحقيق ضغوطات ما".

وأرجع الكاتب السياسي، سبب تباين التغطية الإعلامية إلى تأجيل مناقشة أو حل الملفات الأساسية المرتبطة بالمصالحة كملفي الموظفين والأمن، الأمر الذي جعل وسائل الإعلام ساحة مفتوحة للمواقف السياسية المتعارضة للقادة السياسيين.

ونوه سمارة إلى أن أخطر النتائج المترتبة على الأحاديث الإعلامية المتضاربة، مرتبطة بشكل مباشر باستقرار الشارع العام، الأمر الذي يستلزم وجود حالة فصل بين الجمهور وبين ما يحصل على طاولة الحوار حتى وإن تطلب الأمر تدخل طرف ثالث يضبط الحالة الإعلامية.