فلسطين أون لاين

​القلق يعود للشارع عقب تصريحات قادة فتح المتتالية حول المصالحة

...
جانب من زيارة الحكومة لغزة ( أ ف ب)
غزة - نور الدين صالح

كانت فرحة الشارع الفلسطيني، لا توصف عقب إعلان، القاهرة، التوصل لاتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي "حماس" و"فتح" في 12 أكتوبر الماضي، لكنها سرعان ما تبددت وتحولت إلى قلق وترقب، نظراً لبقاء الأوضاع على حالها، وتواصل قادة حركة "فتح" إصدار التصريحات الإعلامية التوتيرية بشأن المصالحة وخطواتها.

وتضاعفت حالة القلق لدى المواطن الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة -وربما وصلت إلى فقدان الأمل بإتمام مراسم المصالحة بين الطرفين - عقب التصريحات التي أطلقها بعض مسؤولي السلطة وقادة "فتح" حول "تمكين" الحكومة بعملها في القطاع.

وآخر هذه التصريحات ما قاله وزير الشؤون المدنية في الحكومة: إن نسبة تمكين الحكومة بلغت 5% فقط، وسبقه تصريحات لعضو اللجنة المركزية لـ"فتح" عزام الأحمد في السياق ذاته.

وأبدى مواطنون من الضفة وقطاع غزة قلقهم لما وصلت إليه المصالحة الفلسطينية في الوقت الراهن، خاصة أنهم لم يلمسوا أي ثمار "إيجابية" لها، وفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة "فلسطين".

المواطن أحمد أبو عيطة (26 عاماً) انتقد تكرار تصريحات قيادات حركة "فتح" حول مصطلح "تمكين الحكومة"، مُعتبراً إياه "وضع العراقيل في دواليب المصالحة وتُعطل سيرها".

وعبّر أبو عيطة الذي يقطن في مدينة غزة خلال حديثه مع "فلسطين"، عن استيائه لاستمرار ما أسماه "نبش العراقيل" أمام إتمام المصالحة، مستبعداً إتمامها في ظل الأوضاع الراهنة.

وقال "لم يتم تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه فعليا حتى اللحظة، سوى تسلم المعابر والوزارات"، مطالبا الحكومة ورئيس السلطة محمود عباس، بتحسين الأوضاع المعيشية لقطاع غزة، ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

فيما رأى المواطن أبو زياد أبو حصيرة (29 عاما) أن المصالحة تسير ببطء ومماطلة من السلطة وحركة "فتح"، واصفاً أنها كـ "السلحفاة".

وقال أبو حصيرة لـ "فلسطين": إن "حماس دعت الحكومة لتسلم الوزارات في غزة، لكن بعض الوزراء رفضوا التسلم، وهذا يدلل على أن السلطة تعيق تنفيذ ملف المصالحة".

وطالب بضرورة تسريع تسلم السلطة للوزارات بغزة، خاصة في ظل تفاقهم معاناة المواطنين في القطاع، لاسيما المرضى وأصحاب الحالات الإنسانية منهم.

ولم يختلف الحال كثيراً عن الشاب توفيق المصري، حيث عدّ أن الحكومة لم تؤدِ مهامها وواجباتها تجاه أهالي قطاع غزة حتى اللحظة.

وقال المصري لـ "فلسطين": "عندما تعود الكهرباء ويرفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وتتوفر فرص العمل للعاطلين عن العمل وتتحسن الأوضاع المعيشية في القطاع نقول إن الحكومة تؤدي مهامها".

ورهن تحقيق المصالحة بتوفر إرادة حقيقية وقرار وطني جاد لإنهاء معاناة أهالي قطاع غزة، وفق رأيه.

فيما استبعدت المواطنة فلسطين عبد الكريم، نجاح المصالحة رغم تواصل اللقاءات والحوارات، مرجعة أسباب ذلك للتصريحات التوتيرية، التي "تشحن الأجواء وتؤثر سلباً على نتائجها، وفق رأيها.

وتحدثت عبد الكريم عن موضوع استلام الحكومة لمعبر رفح، معربةً عن أملها أن يكون الاستلام لتحفيف معاناة المواطنين في غزة، "وألا يكون مجرد وصاية على المعبر".

مواطنو الضفة

وفي خضم الاستطلاع تواصلت "فلسطين" مع بعض المواطنين في الضفة المحتلة حول ذات الموضوع، حيث أعربت المواطنة نداء بسومي عن أملها بنجاح المصالحة نظراً لما يترتب عليها من تسهيل حياة المواطنين.

ورأت بسومي وهي من سكان مدينة رام الله خلال حديثها لصحيفة "فلسطين"، أن مدى نجاح المصالحة "بعيد"، نظراً لتصريحات السلطة وقادة "فتح" حول سلاح المقاومة، ودعت الحكومة لتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني بأكمله.

فيما بدت علامات اليأس على المواطن حسن عدنان، بشأن عدم التزام السلطة بخطوات المصالحة، واستمرار أجهزتها الأمنية بالاعتقالات السياسية، والملاحقة الأمنية لأبناء حركتي "حماس" و"فتح".

وقال عدنان: إن "الضفة تفقد أجواء المصالحة الوطنية، جراء تنكر السلطة لحقوق المواطنين، وتركيزها على تمكين الحكومة بغزة لوضع العراقيل أمام إتمامها".

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة استلمت مهامها الفعلية في قطاع غزة، وبدأ وزراؤها العمل في وزارات غزة، لكنها لم تقم بدورها المنوط بها، الذي يلبي أدنى تطلعات المواطنين وتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.