سلاح المقاومة خط أحمر بل هو كل الخطوط الحمراء ولا مجال للمس به حسب التصريحات الواضحة في آخر مؤتمر لحماس وكل الرسائل التي أرسلتها الحركة لجميع الأطراف تحمل نفس المعنى، وبالتالي يعلم كل من ينبش هذا الموضوع أنه لا يقصد السيطرة على سلاح المقاومة أو التدخل به وإنما من أجل خلق ذرائع لإفشال المصالحة وتكون الأسباب الحقيقية بعيدة عن الرصد.
أسباب كثيرة تشير إلى أن السلطة الفلسطينية ليست على أهبة الاستعداد لتنفيذ المصالحة ولا داعي للعجلة، ونحن لا نعرف حجم الضغوط الخارجية التي تتعرض لها قيادة السلطة حتى تخرج المصالحة بالشكل الذي تريده تلك الأطراف، وانا قلت سابقا ان تلك الاطراف جميعها تريد مصالحة ولكن ليست كما هي محددة في اتفاق القاهرة وما تلاه من لقاءات واتفاقات بين حركتي فتح وحماس، وكل طرف يريد ان يجني ثمارا مختلفة من المصالحة وعلى رأسهم دولة الاحتلال إسرائيل التي تريد من حماس اعترافا بشرعيتها أو أن تتنحى حركة حماس عن العمل السياسي، إلى جانب التخلص من سلاح المقاومة، وان كان هناك امكانية لاستفادة العدو الاسرائيلي من موضوع صفقة الأسرى المقبلة سيكون الوضع بالنسبة لإسرائيل أفضل.
الأطراف الخارجية المعنية بشكل مباشر بالشأن الفلسطيني لها أطماعها ومخاوفها وكذلك فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية لديها مخاوف وطموحات أيضا. الانتخابات أحد استحقاقات المصالحة فهل السلطة الفلسطينية مستعدة لها، هل حركة فتح مستعدة لها؟ أعتقد أن صفوف حركة فتح ليست موحدة بالقدر الذي يسمح لها بخوض انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بصورة مريحة تضمن لها حصة كافية تمكنها من رقبة القرار الفلسطيني بطريقة دستورية، كما ان اعادة تأهيل منظمة التحرير يعني سحب البساط من تحت أرجل جميع فصائل المنظمة حاليا وإن جرت انتخابات حقيقية فقد تصبح المنظمة تحت امرة حماس والجهاد الاسلامي وبالتالي لن يكون لفصائل المنظمة "قبل التأهيل" أي دور سياسي مؤثر باستثناء حركة فتح.
إذا أريد للمصالحة ان تنجح فلا بد لحماس وجميع الفصائل أخذ مخاوف قادة منظمة التحرير بعين الاعتبار وإلا فمن الصعب التقدم بالمصالحة ومن الصعب ان تذهب فصائل المنظمة الى انتخابات عامة من شأنها تغيير الواقع السياسي الفلسطيني بشكل جذري.