فلسطين أون لاين

​أحلام طلبة غزة تتعثر على بوابة معبر رفح

...
وقفة احتجاجية على استمرار إغلاق معبر رفح في غزة (الأناضول)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

لا همَّ يتملك الشاب خليل أبو صلاح، سوى مغادرة قطاع غزة بأسرع وقت ممكن لإنقاذ مستقبله العلمي، بعدما حال إغلاق معبر رفح (المنفذ البري الوحيد لسكان غزة مع العالم الخارجي) طوال الشهور الماضية بينه وبين جامعته "فرحات عباس" الجزائرية.

وفور سماع أبو صلاح (26 عاما) إعلان السلطات المصرية عزمها فتح معبر رفح البري، اليوم السبت - قبل أن تتراجع عن فتحه نتيجة الأوضاع الأمنية في سيناء - دخل بحالة من التوتر الشديد خشية أن يكتوي مرة أخرى بنار المعاناة التي عاشها أمام بوابة المعبر بعد فتحه لثلاثة أيام متتالية منتصف الأسبوع الماضي، دون أن يتمكن من السفر.

وقال أبو صلاح الذي خرج من القطاع عام 2009 لدراسة الطب البشري بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة "وصلت إلى غزة منتصف شهر ديسمبر2016 في زيارة عائلية خاصة وعندما حان موعد المغادرة علقت في القطاع وبات مستقبلي الدراسي مهددا كلما مر الوقت".

وتحدث الشاب العشريني عن تفاصيل المعاناة التي عايشها خلال الأسبوع المنصرم عندما قضى ليلتين متتاليتين وهو ينتظر سماع اسمه ضمن كشوفات المسافرين، واصفا تلك الساعات بمثابة "لحظات عذاب تتنافى مع كل القيم البشرية والأخلاقية".

ويأمل أبو صلاح أن يشهد معبر رفح معالجات جذرية لمشاكل آلاف العالقين (المرضى والطلبة والعائلات وأصحاب الإقامات وغيرهما).

صنوف مختلفة

ولم يخف الطالب خالد سالم، تذمره الشديد مما وصفها بـ"الظلم" الذي سيطر على أيام عمل المعبر الثلاثة الماضية، مطالبا بالوقت نفسه، بضمان سفر جميع الطلبة العالقين في أسرع وقت دون أي مماطلة.

وقال سالم لصحيفة "فلسطين": "اسمي ورد ضمن الكشوفات الجاهزة للسفر في الباصات الأولى، وعندما وصلت إلى صالة أبو يوسف النجار في خان يونس، اصطدمت بوجود كشوفات أخرى، فيما كانت باصات التنسيقات تغادر تباعا بينما الأطفال والمرضى وكبار السن متناثرين هنا وهناك".

وأكد أنه لاقى صنوفا مختلفة من العذاب طوال ثلاثة أيام التي حاول فيها السفر إلى السودان للالتحاق بالجامعة بعد حصوله على شهادة "التوجيهي"، مبينا أنه في المرة الأخيرة التي فتح فيها المعبر وعد بتسهيل سفره، ولكن اصطدم بإغلاق السلطات المصرية المعبر صباح الأربعاء والتراجع عن تمديد فترة عمله.

كما يخشى الطالب حمزة المناعمة من فقدان حقه بالمنحة الدراسية كلما تأخر عن أقصى موعد مقرر لوصوله، بعدما انتظر بفارغ الصبر الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الجاري كي تفتح بوابات معبر رفح كما وعدت قيادات في السلطة ووزراء في الحكومة بعد تسلمها إدارة معابر غزة كافة من حركة "حماس".

ووصف الطالب المناعمة أوضاع المسافرين خلال الفترة الماضية بـ "المأسوية" قائلا "كان المئات من الطلبة وأصحاب الحالات الإنسانية نائمين منذ ساعات الفجر على أرض المعبر على أمل السماح لهم بالسفر ولكن دون جدوى (..) فالمعاناة بقيت على حالها ومستقبلنا بات مهددا أكثر وأكثر".

وطالب المناعمة وزارة التربية والتعليم العالي والفصائل الوطنية بسرعة إنقاذ مستقبل الطلبة العالقين، الذين باتوا مهددين بفقد منحهم الدراسية أو ضياع سنوات دراستهم لعدم قدرتهم على الالتحاق مجددا بمقاعدهم الجامعية في الخارج.