تجمهر عشرات الطلاب الحاصلين على موافقة للدراسة في الخارج عبر منح دراسية، أمام معبر رفح البري، مطالبين بضرورة حل مشكلة نحو 7000 طالب عالقين داخل قطاع غزة يحول إغلاق المعبر دون التحاقهم بمقاعد الدراسة.
واعترض هؤلاء حافلات المسافرين القادمة من صالة أبو يوسف النجار في خان يونس، إلى معبر رفح، الخاصة بأصحاب التنسيقات، ومنعوا دخول السيارات إلى المعبر، ضمن طريقة احتجاجهم على تجاهل معاناتهم.
وافترش عدد منهم الأرض أمام بوابة المعبر، منذ ثلاثة أيام، للفت انتباه المسؤولين لقضيتهم ومعاناتهم المتفاقمة جراء إغلاق المعبر وعدم السماح لهم بالمغادرة إلى الدول المستضيفة لهم والراعية لمراحل دراستهم العليا.
وأعربوا عن رفضهم للطريقة "الاستفزازية" في التعامل معهم على بوابة المعبر من قبل موظفي هيئة المعابر التابعين للسلطة، كما أعربوا عن استيائهم لعدم استجابة المسؤولين لمطالبهم والسؤال عن أحوالهم.
وشددوا على أنهم سيواصلون فعالياتهم الاحتجاجية أمام معبر رفح، برفقة عوائلهم وأولياء أمورهم، حتى يتم حل مشكلتهم، وتخصيص عديد الأيام من أجل سفرهم.
وانتقدوا بشدة تسفير أعداد كبيرة من أصحاب التنسيقات المصرية، على حساب فئات المرضى والطلبة والزوجات العالقات وأصحاب الإقامات في الخارج والعالقين، موضحين أن "المعبر مفتوح لأصحاب التنسيقات فقط".
ولفتوا إلى أن قضية التنسيقات والزيادة اللافتة في أعداد أصحاب التنسيقات، سلبت حق المرضى والطلبة وجميع الفئات بالسفر، كما رفعوا لافتات كتب على بعضها: "مستقبلنا يضيع، أنقذونا"، "الطلاب يجب أن يسافروا".
وعقدوا مؤتمرًا صحفيًا، طالبوا فيه رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة رامي الحمد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الالتفات إلى معاناتهم، والعمل على حل مشكلتهم من خلال تخصيص عدد من الأيام لتسفيرهم عبر معبر رفح.
وأوضحت الطالبة نوران أبو عبيد أنها قبلت ضمن المنحة التركية لإكمال الدراسات العليا في الجمهورية التركية، قائلة: "لا أستطيع السفر من أجل إكمال دراستي، وجئت هنا لإيصال صوتي للمسؤولين والقيادات، أن المنحة مهددة بالفقدان".
ولفتت في حديثها لصحيفة "فلسطين" إلى أن التأخير في السفر يفقدها امتيازات مهمة ضمن المنحة منها الحصول على سكن جامعي وتعلم اللغة التركية، قائلة: "نحن في خطر كبير ويجب أن نسافر في أقرب وقت ممكن".
بدورها، قالت إسراء الشريف المقبولة ضمن المنحة التركية لإكمال دراسة الدكتوراة في الصحافة: "تلقينا وعودًا كثيرة من جميع الجهات الرسمية والفصائلية وغيرها، بتسهيل سفرنا عند فتح المعبر؛ لكن للأسف الشديد الجميع يتنصل من وعوده".
وأوضحت الشريف في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن المعبر فتح لمدة ثلاثة أيام ولم يسمح للطلبة بمغادرة قطاع غزة للالتحاق بمقاعد الدراسة، قائلة: "حتى لو تم تمديد العمل في المعبر فنحن لا نضمن سفرنا، ونخشى ضياع المنح وفقدها".
وطالبت الوفود المغادرة إلى مصر بضرورة مساعدة الطلبة حتى يلتحقوا بمقاعد الدراسة وبذل الجهود من أجل تسهيل سفرهم، مشيرة إلى أن نحو 7000 طالب عالق ينتظرون سفرهم من بينهم نحو 2000 طالب ضمن منح دولية.
من ناحيتها، أعربت والدة الطالب محمود أحمد والتي حضرت إلى معبر رفح مؤازرة لنجلها في الحصول على حقه في السفر، عن خشيتها ضياع المنحة التي حصل عليها نجلها في جامعة عين شمس بمصر ضمن منحة الوافدين.
وطالبت أحمد في حديثها لصحيفة "فلسطين" وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم ورئيس السلطة محمود عباس بالتحرك الجاد والعاجل من أجل حل أزمة الطلبة.
أما الطالب يحيى المجايدة، أوضح أنه أنهى دراسة الثانوية العامة، وينتظر فتح المعبر من أجل السفر على أوكرانيا لإكمال دراسته العليا، قائلاً: "أصدرت فيزا وجهزت أوراقي للسفر، لكن المعبر مفتوح فقط لأصحاب الجوازات المصرية وأصحاب التنسيقات فقط".
وطالب في حديثه لصحيفة "فلسطين" المسؤولين بضرورة التحرك من أجل إنهاء معاناتهم، لا سيما أن سنوات عمرهم تضيع في انتظار تحقيق أحلامهم وطموحاتهم أمام بوابة معبر رفح المغلقة.

