فلسطين أون لاين

​تضع المزيد من العقبات أمام المصالحة

"بيان الحكومة".. شهادة تبرر تلكؤها بتولي مسؤولياتها في غزة

...
اجتماع الحكومة أول من أمس (صفا)
غزة - نور الدين صالح

في ظل الأجواء الإيجابية التي تُخيم على سير المصالحة الفلسطينية ومع بدء حوارات الفصائل في القاهرة، أصدرت حكومة الوفاق أول من أمس، بياناً قالت فيه: إنها لم تستلم مهامها في وزارات قطاع غزة، بما يخالف ما جرى مؤخراً على أرض الواقع، الأمر الذي عده مراقبون "تصريحات توتيرية" أمام جهود إتمام المصالحة.

وجاء ذلك في بيان الحكومة عقب عقد جلسة طارئة لها في رام الله: "إن الحكومة لم تتسلم الوزارات والدوائر الحكومية في قطاع غزة بشكل فاعل، نتيجة القضايا الخلافية المتعلقة بالموظفين"، وأنها ستنتظر إلى حين انتهاء اللجنة القانونية الإدارية من إنجاز أعمالها في معالجة القضايا المدنية والإدارية الناجمة عن الانقسام، كما هو مقرر في موعد أقصاه الأول من شباط/ فبراير 2018.

وتترك تلك التصريحات المُخالفة لما جرى الحديث عنه سابقاً حول استلامها "مهامها في غزة بشكل سلس"، تساؤلاً حول مدى تأثير هذه التصريحات على مُجريات حوارات الفصائل في القاهرة، التي وصفها الكل الفلسطيني بـ"المحورية"، وهي محط أنظار الشارع الفلسطيني بأكمله.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أن الحكومة "جهة تنفيذية" تقوم بتنفيذ توجهات الرئاسة والفصائل خاصة فيما يتعلق بالمصالحة، "لكن أن يأخذ مجلس الوزراء دوره في القرار السياسي، أمر مرفوض على الإطلاق"، وفق رأيه.

ويعتقد سويرجو خلال حديثه مع "فلسطين"، أن بيان الحكومة وما صدر عنه جاء في "توقيت خطأ وغير مناسب"، لا سيما أن هذه المرحلة انتقالية وحساسة.

ويقول "كان من الأولى على الحكومة تأجيل اجتماعها للأسبوع القادم، كي تطرح رأيها في تقييم ما تُسمى مرحلة التمكين، وتقديمه للقيادة الفلسطينية والفصائل".

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة جددت تأكيدها خلال اجتماعها على أهمية "تمكينها من بسط سيطرتها وسيادتها الكاملة على قطاع غزة، لتتمكن من الاضطلاع بمهامها كافة حسب ما نص عليه الاتفاق المتعلق بالمصالحة الوطنية".

وفي هذا الصدد، يطلب سويرجو، من الحمد الله، بألا يستبق الأحداث، وأن يكون على قدر المسؤولية نظراً لـ "حساسية الوضع الحالي"، معتبراً أن "أي تصريحات خارجة عن النص تضر بالشعب الفلسطيني ومصالحه، وتسيء للحكومة، كونها تُمثل الشعب الفلسطيني وليس السلطة".

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن تصريحات الحكومة "شهادة تبرر التلكؤ والتباطؤ في اتخاذ الاجراءات المتعلقة بالمواطنين، الذين يجب أن يشعروا بالمصالحة".

ويربط عوكل خلال حديثه مع "فلسطين"، هذه التصريحات، بكيفية فهم كل طرف طبيعة عمل الوزارات وعلاقة الموظفين الحاليين مع السابقين، مشيراً إلى أن هذه الاشكاليات سيجري الحديث عنها في القاهرة.

وأكد على وجود حاجة مُلحة لتلبية احتياجات سكان قطاع غزة، مستغرباً من استمرار "الإجراءات العقابية" التي فرضتها السلطة على القطاع، حتى اللحظة، رغم المُضي في المصالحة.

لن تُفشل المصالحة

وحول مدى تأثير هذه التصريحات على مجريات حوارات الفصائل في القاهرة، وبالعودة إلى سويرجو، فإنه يستبعد أن يصل تأثيرها إلى درجة إفشال المصالحة، متوقعاً في الوقت ذاته أن تؤدي إلى المزيد من المعيقات والعقبات أمام المصالحة.

وأضاف: "لن تستطيع أي جهة إفشال المصالحة رغم البطء الشديد الذي تمر فيه، لأنها قرار الكل الوطني الفلسطيني والإقليمي أيضاً".

ويعتقد أن نجاح المصالحة "أمر حتمي"، لكنه يتطلب تجميع الموقف الفلسطيني تحت موقف سياسي واحد، قادر على مواجهة التحديات القادمة ورفع الظلم عن قطاع غزة، خاصة الأزمات الانسانية.

ومن وجهة نظر سويرجو، فإن إنجاح المصالحة يتطلب وضع المصلحة العليا على سلم أولويات الكل الفلسطيني، خاصة في ظل المحاولات الرامية لعرقلة مسيرة المصالحة.

ويطالب بضرورة التوصل لصيغة توافقية يلتقي فيها الجميع، من أجل ضمان عدم العودة لمربع المناكفات الإعلامية السابقة.

ويتفق عوكل مع قول سابقه، ويستبعد تعطيل سير المصالحة رغم العقبات التي تمر بها، مشيراً إلى أن عوامل إنجاحها موجودة بقوة.