حذّر المحلل الإسرائيلي يعقوب بردوغو من طرح فكرة نشر قوة باكستانية في غزة كبديل عن إدخال قوات تركية، مشيرًا إلى أن هذا المقترح يثير القلق ذاته الذي واجهته "تل أبيب" سابقًا ودفعت إلى فرض فيتو كامل على دخول جنود أتراك.
وقال بردوغو، في تصريحات لقناة القناة 14، إن جهات قطرية أو أطرافًا أخرى، وربما الولايات المتحدة، تقف خلف ما وصفه بـ"الحدث الدراماتيكي للغاية"، مشيرًا إلى أن الحديث يدور عن نشر نحو 3,500 جندي باكستاني في قطاع غزة.
وأضاف أن باكستان تُعد قوة إسلامية كبرى تمتلك سلاحًا نوويًا، وتؤدي دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، ولديها علاقات تجارية واسعة مع طهران.
وأشار المحلل الإسرائيلي، إلى أن إدخال جنود باكستانيين لا يختلف جوهريًا عن إدخال جنود أتراك، وكلا الخيارين مرفوضان تمامًا من وجهة النظر الإسرائيلية.
وأكد بردوغو أن هذا التطور يثير قلقًا بالغًا داخل إسرائيل، خاصة أنه جاء في اللحظات الأخيرة، في ما يشبه محاولة لفرض واقع جديد على الأرض.
ودعا صُنّاع القرار في "إسرائيل" إلى رفع مستوى الحزم في التعامل مع هذا الملف، مضيفًا أن "تل أبيب" تعرف كيف تفرض "خطوطها الحمراء".
وقال بردوغو إنه "لا يجوز السماح بدخول أي جندي تركي إلى قطاع غزة، وبالمنطق نفسه يُحظر تمامًا إدخال جنود باكستانيين"، محذرًا من أن ذلك سيقود إلى سيناريو مختلف وخطير للغاية.
وفي السياق، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار إن بلاده مستعدة للمشاركة في أي جهد دولي لحفظ السلام في قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه المشاركة – إن حصلت – لن تشمل نزع سلاح حركة حماس.
وأوضح دار، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة إسلام آباد، يوم السبت، أن موقف القيادة المدنية والعسكرية في باكستان “واضح وحاسم” حيال هذا الملف، مشددًا على أن إسلام آباد “لن تذهب إلى غزة لفرض السلام، بل لتعزيزه فقط”.
واتهم وزير الخارجية الباكستاني "إسرائيل" بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الموقع في شرم الشيخ خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدًا أن بلاده تدين هذه الخروقات وترفضها.
كما أشار إلى أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحلال السلام في القطاع لم يُنفّذ منها سوى جزء محدود، لافتًا إلى أن النقاط العشرين الواردة في الخطة لم تتحقق كاملة.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تواصل "إسرائيل" خرق الاتفاق الذي أنهى حرب الإبادة على القطاع، حيث سُجّل نحو 738 خرقًا، أسفرت عن استشهاد 410 فلسطينيين وإصابة 1134 آخرين، وفق معطيات رسمية.
وكان الاتفاق قد أنهى حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أميركي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت قرابة عامين، مخلّفة نحو 71 ألف شهيد فلسطيني وأكثر من 171 ألف جريح، إلى جانب دمار واسع طال نحو 90% من البنى التحتية المدنية، فيما قدّرت الأمم المتحدة كلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.

