كشف فيلم وثائقي جديد، أنتجته منصة Declassified UK وصُوّر في قبرص، عن تورّط عسكري بريطاني مباشر في دعم عمليات جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة، في وقت كانت فيه الحكومة البريطانية تصرّ علنًا على أنها ليست طرفًا في العدوان.
وبحسب التقرير المنشور في موقع "ميدل إيست آي"، فإن الوثائقي الذي يحمل عنوان Death Run يستند إلى شهادات ووثائق وصور جوية وتحقيقات مفتوحة المصدر، تُظهر أن القواعد العسكرية البريطانية في قبرص لعبت دورًا مركزيًا في تقديم دعم عملياتي واستخباراتي لجيش الاحتلال أثناء تنفيذ هجماته المكثفة على القطاع.
يؤكد الفيلم أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني كانت تحلّق في المجال الجوي للمنطقة بشكل متكرر خلال المجازر الإسرائيلية، وأنها استخدمت لجمع معلومات استخباراتية عالية الدقة، يُعتقد أنها قُدمت لجيش الاحتلال في ذروة القصف والمجازر بحق المدنيين العزل بغزة.
كما وثّق صناع الفيلم نشاطاً جوياً غير مسبوق حول قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص، التي تحوّلت خلال الحرب، بحسب الوثائقي، إلى غرفة عمليات متقدمة لدعم "إسرائيل" لوجستياً واستخباراتياً.
وعلى الرغم من إعلان لندن أنها ليست "طرفاً مباشراً" في عمليات "إسرائيل"، يكشف الفيلم أن الواقع مختلف تمامًا، إذ تُظهر الأدلة مشاركة فرق بريطانية في تشغيل نظم مراقبة وتتبّع، وتقديم صور واعتراضات اتصالات، كذلك توفير دعم جوي وملاحقة أهداف عبر الطائرات الاستطلاعية.
ويقول أحد الخبراء في الفيلم إن ما قدمته بريطانيا لإسرائيل "يفوق بكثير مجرد تعاون استخباراتي تقليدي"، وأنه يرتقي إلى "مساهمة مباشرة في العمليات العسكرية التي أدت إلى مجازر بحق المدنيين"
من جهته، طلب ميدل إيست آي تعليقًا من وزارة الدفاع البريطانية بشأن الأدلة الواردة في الوثائقي، إلا أنها رفضت الرد على الأسئلة الأساسية، واكتفت بتصريحات فضفاضة عن "الالتزام بخفض التصعيد".
لكن الوثائقي يعرض خرائط مسار طائرات تجسّس بريطانية، وتحليل تحركاتها في توقيتات كانت تتزامن مع أعنف المجازر التي شهدتها غزة، ما يثير بحسب الفيلم "شبهات جدية حول تواطؤ لندن في عمليات عسكرية يُشتبه بأنها تدخل ضمن تعريف الإبادة الجماعية".
ويشير تقرير "ميدل ايست آي" إلى أن نشر الوثائقي يأتي في لحظة حساسة سياسيًا، إذ تواجه لندن ضغوطاً داخلية وخارجية بشأن استمرار تصدير السلاح لـ "إسرائيل"، رغم التحذيرات القانونية الدولية المتزايدة.
ويقول منتجو الفيلم إن ما تم كشفه "ليس سوى جزء يسير من حجم الدور العسكري البريطاني"، معتبرين أن "الحكومة البريطانية لعبت دورًا خفيًا لكنه مؤثر في واحدة من أعنف الحروب التي شهدها العصر الحديث".

