فلسطين أون لاين

ملادينوف والتصعيد الإسرائيلي الخطير

" التصرفات والبيانات المتهورة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قد تتسبب في تصعيد خطير "،هذا ليس كلام منسق الحكومة الاسرائيلية وإن كان بنفس المعنى ولكنه كلام نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الاوسط.

التصرفات والبيانات التي تصدر عن الفلسطيني الضحية قد تجر المنطقة الى تصعيد خطير من وجهة نظر المنسق ولكن أن تقوم دولة الاحتلال (اسرائيل) بقتل المواطنين الفلسطينيين بغازات محرمة دوليا وأن تستمر في حصارها لمليونين من البشر في غزة وأن تسرع عجلة الاستيطان في الضفة وأن تقرر نسف 6 بنايات سكنية في ضواحي القدس فكل هذه الجرائم لا تشكل خطرا على أمن المنطقة ولا يمكن لها أن تؤدي الى تصعيد خطير في فلسطين حسب ملادينوف، نحن بصراحة نصدم حين نسمع مثل هذه التصريحات المنحازة للاحتلال الاسرائيلي في الوقت الذي يسكت فيه ملادينوف والمجتمع الدولي على الجرائم الفظيعة التي يرتكبها المحتل الاسرائيلي جهارا نهارا وبشكل يومي في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

الى جانب الانحياز الدولي السافر للعدو الاسرائيلي فقد أظهرت تلك التصريحات الرعب الذي يعيشه الكيان الاسرائيلي بسبب تهديدات حركة الجهاد الاسلامي بالرد على جريمة تفجير العدو للنفق وقتله لمجموعة من مجاهدي حركة الجهاد وكتائب القسام، هذا الرعب دفع العدو الاسرائيلي لطلب العون من الاخرين حتى لا تنفذ حركة الجهاد تهديداتها فجاءت تصريحات ملادينوف المخجلة والمدافعة عن أمن الاحتلال الاسرائيلي.

أما منسق حكومة الاحتلال فقال نفس الكلام آنف الذكر ولكنه أضاف الى ذلك التعبير عن " خشيته" من تدمير المصالحة الداخلية اذا ما نفذت حركة الجهاد الاسلامي تهديداتها، وهنا يتضح ارتباك المحتل الاسرائيلي الذي يرفض المصالحة على لسان جميع قادته ثم يظهر خشية من فشلها على لسان منسق حكومة العدو.

اذا لم يكن العدو الاسرائيلي مستعدا لتحمل تبعات اعتداءاته على قطاع غزة فلماذا يقدم عليها ؟ فإن كانت لجس النبض فقد نجحت حركة الجهاد الاسلامي أن توصل له رسالة قوية مفادها أن المقاومة على أهبة الاستعداد للتعامل معه بالمثل، وقد ترد في الوقت المناسب أو اذا تكرر هذا الاعتداء، وعلى السيد ملادينوف _إن كان حريصا على الهدوء في المنطقة _ أن يحذر (اسرائيل) من التمادي في جرائمها وان يرسل رسالة الى المجتمع الدولي أنه آن الأوان لرفع الحصار عن قطاع غزة حتى لا تنقلب الامور رأسا على عقب وخاصة أن غزة لم تشعر بعد أن شيئا قد تغير في ظل التقدم البطيء في المصالحة فضلا عن تصاعد الاعتداءات والاستفزاز الاسرائيلي لغزة وللشعب الفلسطيني كله.