تُواصل وزارة الصحة في قطاع غزة تنفيذ حملة تطعيم استدراكية واسعة تستهدف الأطفال دون سن الثالثة الذين حُرموا من اللقاحات الأساسية خلال عامين من حرب الإبادة الجماعية في القطاع.
ومنذ صباح الأحد، يتوافد الآلاف من الأهالي برفقة أطفالهم إلى المراكز الصحية والنقاط الطبية المنتشرة في أنحاء القطاع، ضمن حملة تُنفّذها الوزارة بالتعاون مع الأونروا والهلال الأحمر، وبدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف.
وتشمل الحملة، بحسب بيان رسمي، 150 مركزًا صحيًا تابعًا لوزارة الصحة والأونروا والهلال الأحمر ومؤسسات شريكة أخرى، وتهدف إلى الوصول إلى 44 ألف طفل لتزويدهم باللقاحات المنقذة للحياة، إلى جانب إجراء فحوصات للكشف عن سوء التغذية.
وتُنفّذ الحملة على ثلاث مراحل متتالية يفصل بينها شهر واحد، فيما تؤكد الوزارة أن التطعيم هو "خط الدفاع الأول والأخير ضد الأوبئة والأمراض التي تهدد حياة الأطفال".
وأوضحت الأونروا أن تأهيل هذه المراكز الصحية يهدف إلى تعويض النقص الكبير في جرعات اللقاح الأساسية وتعزيز المناعة المجتمعية بعد عامين من الانهيار الصحي الناتج عن العدوان الإسرائيلي، الذي حرم مئات آلاف الأطفال من التطعيمات.
وتُوجّه وزارة الصحة دعواتها إلى الأهالي في غزة للتعاون مع الفرق الطبية واصطحاب أطفالهم إلى المراكز الصحية لاستكمال التطعيمات، مؤكدة أن حماية الأطفال من الأمراض تتطلب استكمال الجرعات الأساسية التي فاتتهم خلال الحرب.
وتأتي هذه الحملة في وقتٍ ما يزال فيه النظام الصحي في غزة يعاني من انهيار شبه كامل، حيث تتجاوز نسبة العجز في الأدوية الأساسية 56%، بينما تصل نسبة النقص في المستلزمات الطبية إلى نحو 65%، وفق بيانات وزارة الصحة.
وتستمر هذه الجهود الإنسانية بينما تُخلّف الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023 أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح، إضافة إلى دمار طال 90% من البنية التحتية المدنية ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال.

