فلسطين أون لاين

​الأعذار تُغيّر أحكام الصلاة ولا تُسقطها

...
غزة - مريم الشوبكي

لا تسقط الصلاة عن المسلم المكلف ما دام عقله ثابتا، تحت أي ظرف، ولكن بعض الأعذار قد تغير بعض ما يتعلق بأداء الفريضة في أحوال عدة، كتغيير هيئة الصلاة والوضوء للمريض.. تساؤلات عديدة تُطرح حول كيفية صلاة المريض لضمان تأديتها بالشكل الصحيح، يجيب عنها عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية د. ماهر السوسي في السطور التالية:

وقوفًا للقادر

قال د. السوسي إن الوقوف في الصلاة للقادر عليه ركن من أركان الصلاة، ومعلوم أن أي ركن من أركان العبادة لا يسقط إلا بعدم القدرة على أدائه، فمن لم يستطع القيام له أن يصلي على كرسي، وإذا كان العلاج لحالته ممكنا، وكان قادرا عليه، فالعلاج واجب عليه، وإلا فإنه آثم إن امتنع عن العلاج وظلّ يصلي على الكرسي.

وأضاف لـ"فلسطين" أنه يجوز أحيانا للمريض أداء الصلاة نائما، لا سيما إذا كان يعاني من مشاكل في ظهره أو شلل مثلا، فمن الجائز للمصاب بالشلل الكلي أن يصلي على ظهره، لأن الصلاة لا تسقط عن الإنسان، فهو يصلي كيفما تيسّرت له الصلاة.

تجديد الوضوء

وهناك من يعاني "سلس البول" بسبب مشكلة مرضية ما، فكيف يمكنه الاستعداد للصلاة في هذه الحالة؟ أجاب السوسي: "من يعاني من سلس البول فإنه لا يتوضأ إلا بعد دخول وقت الصلاة، فإذا دخل الوقت قضى حاجته، ونظف نفسه من البول، ثم وضع مكان نزوله فوطة أو قطعة قماش حتى لا يصل البول إلى ثيابه أثناء الصلاة، ثم يتوضأ ويصلي مباشرة، وبعد ذلك لا يضرّ ما نزل من البول أثناء أدائه للصلاة، وينتقض وضوؤه بمجرد انتهائه من الصلاة وإن كان يصلي به نوافل فلا يزيد في الوضوء الواحد عن الفريضة، ويكرر الوضوء والتطهر بالطريقة ذاتها لكل صلاة".

ونوه السوسي إلى أن المريض الذي يعاني من مشكلة صحية اضطر الطبيب على إثرها لتركيب "قسطرة بول" له بسبب تعذر توجهه لدورة المياه لقضاء حاجته، عليه أن يتوضأ ويصلي بطريقة طبيعية، ولا يضرّ "كيس البول" الذي يحمله.

وفي معرض رده على سؤال عن صلاة الشخص الذي يعاني من مرحلة من الخرف، ولكنه يسترد وعيه بين حين وآخر، قال السوسي: "هذا الشخص تجب عليه الصلاة في الأوقات التي يعي فيها، وعليه قضاء الصلاة التي فاتته أثناء نسيانه، والله أعلم".