فلسطين أون لاين

​بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السكري

"الصحة العالمية": أكثر من 56 ألف مريض بالسكري في قطاع غزة

...
غزة - صفاء عاشور

كشفت منظمة الصحة العالمية - مكتب غزة أن عدد المصابين بمرض السكري في قطاع غزة يزيد على 56 ألف مريض، منهم من يتلقى العلاج في عيادات الرعاية الأولية لوزارة الصحة، وآخرون يتلقونه في العيادات التابعة لوكالة الغوث (أونروا).

ووافق أمس اليوم العالمي لمرضى السكري، الذي اختار هذا العام شعار: "النساء والسكري: حقنا في مستقبل صحي"، بهدف الوصول إلى العلاج المتساوي والمنصف لكل النساء المصابات بالمرض.

وتشير التقديرات إلى إصابة 422 مليون شخص بالغ بالسكري على الصعيد العالمي مقارنةً بإصابة 108 ملايين شخص قبل 34 عامًا، وذلك حسب بيان نشرته منظمة الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السكري.

وعلى مستوى قطاع غزة بين مسؤول ملف الأمراض المزمنة في منظمة الصحة العالمية - مكتب غزة د. محمد ياغي أن عدد المصابين في القطاع بمرض السكري ممن هم في سن 18 سنة فما فوق يزيد على 56 ألف مريض، وهم المسجلون فقط في عيادات الرعاية الأولية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، وذلك حسب إحصائية لعام 2016م.

وذكر في تصريح لـ"فلسطين" أن العدد يزيد عن ذلك بعد إضافة المرضى المصابين بالسكري الذين يستفيدون من الخدمات التي تقدمها جهاتٍ أخرى، كالعيادات التابعة لوكالة الغوث.

وقال ياغي: "ينقسم مرض السكري الذي يُصاب به المرضى في القطاع إلى نوعين: الأول أن يصاب المريض به منذ الطفولة، إذ يعتاد الطفل أخذ الأنسولين، ويبذل الأهل مزيدًا من الجهد لمساعدته في السيطرة على مرضه بنظام غذائي محدد".

أما النوع الثاني _حسب إفادة ياغي_ فينتشر بين كبار السن، وهو الأكثر انتشارًا على المستوى العالمي، لافتًا إلى أن الدراسات الطبية الحديثة أكدت أن الأطفال المصابين بالسمنة تزيد لديهم نسبة الإصابة بمرض السكري خلال مرحلة المراهقة أكثر من غيرهم.

وأشار إلى أن فلسطين تصنف عالميًّا أنها من الدول المتوسطة أو المحدودة الدخل، وتزداد نسبة الإصابة بمرض السكري لعدة أسباب، من بينها أن المجتمع الفلسطيني أصبح بعيدًا عن الحياة الصحية والحركة الدائمة وتناول الأطعمة الطبيعية.

وواصل ياغي حديثه: "اختلاف نظام الحياة خلال السنوات الثلاثين الماضية زاد من انتشار مرض السكري، وذلك لابتعاد الناس عن الحركة، وإقبالهم على الأطعمة المهدرجة والوجبات السريعة، وظهور عادات غذائية ومعيشية تزيد من نسبة الإصابة بمرض السكري وغيره من الأمراض".

ولفت إلى أن فلسطين تمكنت خلال السنوات العشرين الماضية من الحد بدرجة كبيرة من انتشار الكثير من الأمراض المنتقلة بالعدوى، مستدركًا: "لكن _ويا للأسف!_ هناك تفشٍّ للأمراض غير المعدية كالسكري".

وأكد ياغي أن ذوي الأمراض المزمنة في القطاع عانوا خلال السنوات الماضية من عدم توافر الأدوية اللازمة لهم، لاسيما أن هؤلاء بحاجة ماسة لأخذ العلاجات الدورية.

ورأى أنه نتيجة للحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع والانقسام الفلسطيني واجهت وزارة الصحة مشكلة في توفير الأدوية بصورة دائمة، لذا أصبح مريض السكري مضطرًّا إلى الحصول على العلاج من الصيدليات الخاصة، ما ألقى على كاهله عبئًا، نظرًا إلى الوضع الاقتصادي لغالبية سكان القطاع، لذا إن بعضًا يعزفون عن اشتراء الدواء، لعدم قدرتهم على توفير المال، ما يعني أن يعيشون أيامًا وشهورًا دون تناول أي أدوية، ما يؤثر سلبًا على صحتهم.