فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

زفاف (إسرائيل) في لندن

التقى أحفاد إمبراطورية الحروب والاستعمار ونشر الإدمان، مع أبناء الحركة الصهيونية في احتفالية مغلقة يوم 2-11-2017 بلندن حيث اجتمعا على مائدة عشاءٍ، قدموا فيها فلسطين قُربانا على مذبح النظام العولمي الجديد، تبادلوا فيها الخُطب، وزفوا (إسرائيل) بأثرٍ رجعيٍّ كعروسٍ، مهرُها وعد بلفور، منذ مائة عام!!


مما قالته حفيدة الامبراطورية، تيريزا مي، التي تجاهلت نطق (الفلسطينيين):


"يطالبُنا (بعضُهم)! بالاعتذار عن وعد بلفور، نقول لهم: لا، ولن نعتذر.


(إسرائيل) مثال على الانفتاح والديموقراطية، فهي عروس العالم لحفاظها على حق الانسان، نحن ضد مقاطعة (إسرائيل)، كان لبلفور رؤية ثاقبة، حين منح هذا الوعد. لا تسامح مع مَن ينادون بإبادة (إسرائيل).


أما نتنياهو فقال:


"نشكر بريطانيا، لأنها اختارت أن تقف مع التاريخ الحقيقي الصادق!


الفلسطينيون ينظرون إلى الوعد بأنه مأساة، غير أن المأساة هي أن الوعد تأخر ثلاثة عقود، فلو طُبق قبل ذلك لأنقذ حياة ملايين اليهود من الهولوكوست.

حان الوقت لكي يتخلى الفلسطينيون عن مطلبهم بإزالة (إسرائيل)، والاعتراف بها كدولة للشعب اليهودي، حين يحدث ذلك فإن المشكلة سوف تُحلُّ في دقيقة"!


وكان وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، قد ألقي خطابا في الكونجرس الصهيوني في لندن، قبل يومين من (زفَّة العروس)، قال:

"وعد بلفور أكبر حدث في القرن العشرين، لأنه أسَّس (إسرائيل)!

(إسرائيل) هي أعظم إنجاز للبشرية، (إسرائيل) مملكة الأمل"


يبدو أن هناك خطة عالمية لتوسيع رقعة الاحتفال بعروس العالم، باعتباره كرنفالا دوليا، خلال الأعوام القادمة، فقد قدَّم سيناتوران أمريكيان مشروعَ قانون، في الأول من نوفمبر 2017 لغرض لاحتفال بوعد بلفور، كإنجاز عالمي، لأنه أعاد اليهود (المساكين) إلى وطنهم بعد ثلاثة آلاف عام من التشريد!!


وهما، السيناتور الجمهوري، جيمس لانكفورد، من ولاية أوكلاهوما، والسيناتور الديموقراطي، جوي مانشن، من ولاية فرجينيا الغربية!

من المفيد أن نذكر لقطة تاريخيةً قبل ثلاثين سنةً حتى نتمكن من المقارنة، بين حالنا اليوم، وحالنا منذ عدة سنوات:

"اعتذرتْ رئيسةُ وزراء بريطانيا، مارغريت تاتشر، عن حضور احتفال الكنيست بوعد بلفور، عام 1987 على الرغم من دعوة الكنيست لها، لأنها كانت تخشى رد فعل العرب على ذلك.!!"


هل أفل نجمُ العربِ، وغابَ تأثيرهم؟ أم أن أصحاب الحقِّ هم المسؤولون عما حلَّ بهم؟ لأنهم ظلوا أسرى تقاليدهم القديمة، وطقوسهم المعتادة، طقوس الأحزاب والجمعيات، والمؤسسات وغيرها، طقوس المسيرات والاحتجاجات، في ساحاتهم العامة، في ذكرى اليوم نفسه، وما أن ينقضي اليوم حتى يناموا، ولا يستيقظون إلا على وقع طبول(المسحراتي) في الثاني من نوفمبر من العام القادم، ليرفعوا الرايات، ثم يرجعوا إلى بيوتهم ليحلموا بالذكرى التالية!!


أليس غريبا في هذا العصر التكنلوجي الرقمي، فائق السرعة، الذي يثير العالم في قضايا شخصية صغيرة، ويُغيِّر وجه العالم في أيام، بينما يعجز الفلسطينيون المقهورون منذ عقودٍ عن تحريك العالم لنصرة أعدل قضايا الحرية؟!!

ألسنا في حاجةٍ، بمناسبة مئوية مأساتنا، أن نحظى بوعدٍ عالمي بديل، نحصل به على حريتنا واستقلالنا؟!!