فلسطين أون لاين

هل يصمد وقف إطلاق النار في غزة؟

قد يكون السؤال المطروح عبر وسائل الإعلام العالمي والمحلي هو: هل سيصمد وقف إطلاق النار في غزة، وقد عودنا العدو الإسرائيلي على نكث الوعود، والغدر بالعهود؟

وفي تقديري فإن المعطيات التي فرضت على العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى طاولة المفاوضات في شرم الشيخ، ويوافق على اتفاقية وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، هذه المعطيات نفسها، والتي لم تتغير، هي التي ستفرض على العدو الإسرائيلي بالالتزام بتنفيذ بنود الصفقة، ومن هذه العوامل:

أولاً: لقد استنفذت الحرب قدراتها وإرهابها الصهيوني، ولم يعد للعدو الإسرائيلي شهية لمزيد من التورط داخل غزة، وقد أدرك أن مهمته تنحصر في قتل المدنيين، وتدمير البيوت والأبراج، وهذا الإرهاب لا يحقق النصر، وقد عبر الرئيس الأمريكي ترامب عن هذه الحالة في لقائه اليوم، حين قال: كلا الطرفين تعبا من الحرب، وهذا كلام صحيح.

ثانياً: أدركت القيادة السياسية الإسرائيلية أن حماس باقية، مهما مارست القتل والذبح والحرق، وأن حركة حماس ليست تنظيما مسلحاً يضم مجموعة من المقاومين، العدو الإسرائيلي أدرك أن حركة حماس هي المجتمع الفلسطيني كله، وهي الشعوب العربية، ولذلك عمل سلاح العدو منذ بداية العدوان على تدمير الحياة في غزة، بهدف تهجير اهلها الذي يعتقد جازماً أن جميعهم حركة حماس، ولما عجز العدو عن تحقيق ذلك، وظل أهل غزة صامدين، أيقن العدو ان القضاء على حركة حماس في حكم المستحيل، حتى لو طال أمد الحرب إلى عشرات السنين، لذلك كانت الموافقة على وقف إطلاق النار.

ثالثا: أدركت القيادة الإسرائيلية أنها تحارب العالم كله، ولا تحارب أهل غزة، وفي كل يوم من الحرب يتسع العداء للصهاينة، وهذا ما قاله ترامبب لنتانياهو علانية، وعبر صحيفة فوكس نيوز، قال ترامب: قلت لنتانياهو لن تستطيع محاربة كل العالم، ونتانياهو يفهم معنى كلامي هذا.

رابعاً: الوضع الداخلي الإسرائيلي المتهالك، والذي بدأ يتكشف عن انهيار داخل على كافة المستويات، ولعل أخطرها هو تردي حالة الأمن، والإرهاق الذي لحق بأكبر جيوش المنطقة، حتى أمسى غير قادر على حسم معركة في مدينة غزة المحاصرة والمحتلة منذ عشرات السنين.

لقد أدرك العدو الإسرائيلي أن مواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد أهل غزة، قد وضع الكيان الصهيوني في مواجهة كل العالم، فغزة لم تعد وحيدة، لقد تبين أن لغزة أم وأب، وأن لغزة عائلة إنسانية رفعت صوتها عالياً ضد الصهيونية.

المصدر / فلسطين أون لاين