قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود مرداوي، إن شعبنا الفلسطيني مارس حقه الطبيعي بعد عقود من المجازر والاضطهاد والملاحقة في مقاومة الاحتلال المفروض عليه جيلاً بعد جيل.
وأضاف مرداوي في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، "لم نذهب إلى أمريكا الجنوبية أو الشمالية، ولا إلى إفريقيا لنقاتل الصهاينة، بل هم من احتلوا أرضنا وقتلوا أطفالنا ونساءنا ودمّروا أسس وطننا".
وأشار إلى أنَّ الكوارث السياسية والإنسانية التي تسبب بها الاحتلال أعمق وأوسع من أن تُقاس.
وتابع "ومع ذلك، فإن نضالنا كان دائماً يهدف إلى إنهاء العدوان والتوصل إلى اتفاق يحقق لشعبنا الراحة الدائمة بعد معاناة طويلة".
وشدد مرداوي على أنه "حماس" تنطلق من إحساس بالمسؤولية الذي يجعل مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار، من دون التراجع عن ثوابتنا الوطنية أو عن حقنا المشروع في الدفاع عن النفس.
وأمس الاثنين، انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، المباحثات غير المباشرة بين وفود من حركة حماس والاحتلال "الإسرائيلي" والولايات المتحدة وعدد من الدول الإقليمية، في إطار الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد مرور عامين على اندلاع الحرب "الإسرائيلية" المدمّرة ضد القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت حركة حماس، في بيان مقتضب، إن وفد الحركة برئاسة الدكتور خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة إلى جمهورية مصر العربية لبدء المفاوضات حول آليات وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال وتبادل الأسرى.
ويعقد مسؤولون مصريون وقطريون اجتماعات مكوكية مع الطرفين لوضع آلية لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة.
وأوضحت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادر مصرية لم تسمها، ضمن مباحثات تستضيفها مصر لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، بأن الوفود المشاركة في مشاورات وقف إطلاق النار بغزة وصلت إلى مدينة شرم الشيخ المصرية.
وتابعت: "الوسطاء المصريون والقطريون يبذلون جهودا كبيرة مع (الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي) لوضع آلية للإفراج عن الأسرى".
وأوضحت المصادر أن الجلسة المقررة ستبحث مجموعة من الخطوات التمهيدية، تشمل تحديد المبادئ العامة والضمانات التي تحكم المفاوضات، وتحديد آليات التنفيذ ومراحل وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن ملف الضمانات ما يزال العقبة الأبرز، إذ تتمسك حماس بالحصول على ضمانة واضحة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، في ظل تجارب سابقة مع الاحتلال لم يلتزم فيها بتعهداته.
كما أكدت مصادر مصرية أن هناك نقطة خلاف إضافية تتعلق بآلية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والجثامين المحتجزة في غزة، وفق ما ورد في خطة ترامب، لافتة إلى أن الوفد الإسرائيلي وصل إلى شرم الشيخ ظهر أمس الاثنين، تمهيدًا لانطلاق أعمال اللجان الفنية لصياغة تفاهمات أولية تتضمن وقف إطلاق النار المؤقت، وصفقة تبادل الأسرى، وخطة الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من القطاع.
من جانبها، شددت حماس على أنها أبدت موافقة مبدئية على بعض بنود الخطة الأميركية، لكنها ترفض أي صيغة لا تضمن وقفًا دائمًا للحرب وانسحابًا كاملاً من القطاع.
وأكد قيادي في الحركة أن “ما يجري في الدوائر الأميركية والإسرائيلية هو استعراض إعلامي أكثر من كونه التزامًا فعليًا”، موضحًا أن حماس أبلغت الوسطاء بوضوح استعدادها للابتعاد عن إدارة القطاع، والدخول في هدنة طويلة الأمد، شريطة أن تكون تحت رقابة عربية ودولية، دون الحديث عن نزع السلاح أو تسليمه.
وأشار القيادي إلى أن الحركة تتمسك بإطلاق سراح رموز وطنية فلسطينية ضمن أي صفقة تبادل، وعلى رأسهم الأسير مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، مؤكدًا أن ملف الأسرى “ليس أولوية تفاوضية” بل جزء من رؤية أوسع لإنهاء الحرب وضمان الحقوق الوطنية
ووفقًا للمصادر، تُدار المفاوضات من خلال غرفة عمليات مركزية يشرف عليها مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، الذي يتابع مجريات الاجتماعات ويرفع تقارير تفصيلية عن سير كل جلسة.
وتعمل القاهرة على تذليل الخلافات الفنية والتقريب بين الوفود، تمهيدًا للوصول إلى اتفاق فني شامل يُرفع لاحقًا إلى رؤساء الوفود لإقراره رسميًا خلال جلسة ختامية متوقعة نهاية الأسبوع الجاري.
ورغم الأجواء الإيجابية الحذرة، ما تزال خلافات جوهرية قائمة حول الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل، وآلية الإشراف الدولي، إضافة إلى شروط تبادل الأسرى التي تسعى إسرائيل لربطها بملفات سياسية وأمنية.
ومع ذلك، تؤكد المصادر وجود رغبة حقيقية لدى الأطراف للتوصل إلى اتفاق تمهيدي يمهد لاتفاق شامل في المرحلة المقبلة.
وقالت حماس -في بيان لها- إنها وافقت على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، كما جددت تأكيدها الاستعداد لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، تتولى الإشراف على شؤون غزة ضمن توافق وطني ودعم عربي وإسلامي.
لكن الحركة شددت في الوقت نفسه على أن مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني سيُناقشان حصريا في إطار فلسطيني جامع.
وبعد ساعات من ترحيبه بموافقة حماس على مقترحه بشأن غزة، قال ترامب إن "إسرائيل وافقت بعد محادثات على خط الانسحاب الأولي للجيش الإسرائيلي الذي تم إطلاع حماس عليه".

