أقرّت حكومة الاحتلال، مساء أمس الثلاثاء، تعيين الجنرال في الاحتياط، دافيد زيني، رئيسًا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، وذلك بالإجماع، في جلسة عُقدت فور عودة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من واشنطن.
وأعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن زيني سيتولّى مهامه رئيسًا للشاباك في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2025، على أن يتولى مهام المنصب لمدة 5 سنوات.
في المقابل، أعلنت "الحركة من أجل جودة الحكم" و"حركة الأكاديميا من أجل إسرائيل ديمقراطية" أنّهما تقدمتا بالتماس للمحكمة العليا ضد التعيين.
وأفادت رئاسة الحكومة بأنّ زيني شغل سلسلة من المناصب العملياتية والقيادية في الجيش الإسرائيلي، بينها: مقاتل في "سرية هيئة الأركان العامة" (سييرت متكال)، وقائد الكتيبة 51 في لواء "غولاني"، وقائد "وحدة إيغوز"، وقائد "لواء ألكسندروني"، وضابط عمليات "قيادة المنطقة الوسطى"، مؤسّس "لواء الكوماندوز"، قائد "المركز القومي للتدريبات البرّية"، قائد "قيادة التأهيل والتدريبات" و"فيلق هيئة الأركان العامة"، ومؤسّس "لواء الحشمونائيم".
وبارك نتنياهو التعيين، معتبرًا أنّ "الواقع ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر يقتضي رئيس شاباك جديدًا يأتي من خارج صفوف الجهاز".
وفي وقت سابق، قال نداف أرغمان إن عملية التعيين شابها "تجاهل متعمّد لتوصيات المستشار القانوني للحكومة"، مشيرًا إلى أن اللقاء الذي جرى بين نتنياهو وزيني في سيارة مغلقة بعيدًا عن أعين المسؤولين "يثير الريبة" في نوايا رئيس الوزراء.
ومن جهته، اعتبر كارمي جيلون أن مواقف زيني "تعكس رؤية عالمية متطرفة"، لا تنسجم مع قيم الدولة ومبادئ الديمقراطية، محذرًا من أن "فقدان الثقة بشرعية قرارات رئيس (الشاباك) يُفقد الجهاز سلاحه الأساسي: الثقة".
وأشار عامي أيالون إلى أن الخبرة العملياتية وحدها لا تكفي، مؤكدًا أن منصب رئيس (الشاباك) يتطلب قدرات قيادية رفيعة، ونزاهة، وفهمًا عميقًا لمبادئ العمل الديمقراطي، إضافة إلى قدرة على الشك والتحليل، وهي صفات يرى أنها غير مضمونة في المرشح الحالي.
ويرى المعترضون أن تعيين زيني يحمل طابعًا سياسيًا ويهدد حيادية جهاز (الشاباك)، ويطالبون بمراجعة القرار بشكل شفاف يراعي المعايير المهنية الصارمة.
ويعتبرون أن هذه اللحظة تمثل اختبارًا حاسمًا لحفاظ (إسرائيل) على طابعها اليهودي والديمقراطي.
ما علاقة سارة نتنياهو؟
من جهتها، قالت القناة الإخبارية 12 العبرية: "في بداية العام، أفيد أن زوجة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو، عملت على ترقية زيني إلى منصب رئيس الأركان".
وأضافت: "شقيق زيني هو شموئيل زيني، الذي يعمل كاليد اليمنى للملياردير رجل الأعمال سيمون فاليك، الذي يعيش في ميامي، ويحافظ على علاقات وثيقة مع عائلة نتنياهو، حتى أن منزله كان بمثابة بيت ضيافة لسارة نتنياهو خلال الحرب".
وأشارت إلى أن الجنرال زيني يعيش في كيشيت في هضبة الجولان، وهي متزوج ولديه 11 طفلا. وقالت: "قرر نتنياهو تعيينه قبل أسبوعين، لذلك توقف عن إجراء مقابلات مع المرشحين لهذا المنصب.
لم يعلن نتنياهو عن نيته تقديم التعيين لتجنب الاعتراضات على هذه الخطوة".

