قائمة الموقع

معطيات إسرائيليَّة "متشائمة" مع بدء العمليَّة العسكريَّة لاحتلال مدينة غزَّة

2025-09-17T16:45:00+03:00
معطيات إسرائيليَّة "متشائمة" مع بدء العمليَّة العسكريَّة لاحتلال مدينة غزَّة
فلسطين أون لاين

بالتزامن مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة، تتزايد الأصوات الداخلية "المتشائمة" من حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو عامين وتداعياتها على الإسرائيليين داخليا وخارجيا إلى جانب التشكيك في قدرة الجيش القضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية.

وفي هذا الإطار، تطرقت صحيفة "معاريف" العبرية إلى قائمة طويلة من "الأثمان الإسرائيلية" كـ: الأسرى الإسرائيليين في غزة، المقاطعة العالمية المتعاظمة ضد (إسرائيل) عبر ملاحقة السياح الإسرائيليين والمظاهرات الحاشدة في العواصم العالمية، ومقاطعة أكاديمية ووقف صفقات وحظر تجاري وعسكري، وعزلة سياسية وأوامر اعتقال لوزراء وقادة الأجهزة الأمنية وجنود مسرحين.

وتساءلت الصحيفة العبرية عن جدوى العملية العسكرية في مدينة غزة، وسط معطيات "شعبة إعادة التأهيل في وزارة الجيش" حول جرحى الحرب الذين اعتُرف بهم أنهم "معوقو الجيش" الذين يصل عددهم إلى أكثر من 20 ألف بالإضافة إلى الآخر "المقلق" الذي جاء من وزارة المالية التي أبلغت عن تجاوز ميزانية الجيش بأكثر من 30 مليار شيقل.

فشل وعزلة

ويعتقد المحلل السياسي د. أسعد العويوي أن "أيدلوجية نتنياهو" وراء استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني غير آبه بالمعطيات الداخلية والسياسية والاقتصادية والعسكرية الإسرائيلية، جازما أنه لا جدوى من العملية البرية في مدينة غزة سوى إطالة أمد الحرب على القطاع.

وأشار العويوي في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أهداف شخصية لـ"نتنياهو" من وراء العملية العسكرية في المدينة كتحقيق الهدف السياسي الخاص به و"ترميز ذاته" بأنه "صانع انتصارات".

لكن "نتنياهو" المطلوب للجنائية الدولية ويلاحق بتهمة فساد أمام القضاء الإسرائيلي، يعتقد ذاته أنه حقق انتصارات أمام عدة جبهات كسورية، لبنان، إيران، اليمن – بحسب العويوي– الذي أكد فشل نتنياهو حتى اللحظة أمام "جبهة غزة".

وقال: "لا يزال نتنياهو عاجزا عن حسم المعركة في غزة وهو ما أفقده عقله وصوابه".

وبعد نحو عامين من حرب الإبادة، أضاف: نتيجة لذلك أضحت (إسرائيل) معزولة ومنبوذة عن شعوب العالم وبعض الحكومات الغربية والأوروبية، وباتت دولة فصل عنصري دون اختلاف بين الآراء الحقوقية أو الأممية وغيرهما.

واستحضر بإعلان "نتنياهو" أنه يريد تدمير غزة كما فعلت دول التحالف للمدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية.

ولذلك، خلص المحلل السياسي إلى أن "نتنياهو" يقود (إسرائيل) نحو المجهول دون الانتصار على غزة أو مواجهة سلسلة الأزمات الطويلة التي تواجه هذا الكيان داخليا وخارجيا.

وفي اعتراف نادر، قبل أيام، أقر "نتنياهو" بأن (إسرائيل) تواجه "نوعا من العزلة" قد يستمر لسنوات.

"الفشل ثم الكارثة"

ومن وجهة نظر، الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد زيدان فإن الجيش يعلم أن المؤسسة العسكرية لم تتحمل بعد مسؤولية الفشل الذريع في السابع من أكتوبر 2023م صبيحة "طوفان الأقصى"، وبالتالي فلن تتحمل تلك القيادة مسؤولية أي فشل لعملية عسكرية قادمة.

وذكر أنه حتى اللحظة لا أحد يعلم ما الأهداف الحقيقية التي فشل الاحتلال في تحقيقها حتى اللحظة في غزة، علما أن ما هو معلوم للجميع هي "أهداف نتنياهو" في الحفاظ على مصالح الائتلاف الحاكم في (إسرائيل).

وأشار في مقطع فيديو إلى أن هناك تخوفات إسرائيلية من تعاظم المقاطعات والغضب العالمي ضد (إسرائيل)، مقدرا بأن "نتنياهو" ذاهب نحو تحقيق أهدافه الشخصية على حساب "مصالح الدولة" السياسية والاقتصادية وغيرهما.

وقال زيدان: "خسارة نتنياهو في هذه الحرب.. تعني نهاية حياته الشخصية والسياسية"، ولذلك هو في حالة "تصادم" مع جميع مكونات والمؤسسات الإسرائيلية وخاصة المؤسسة العسكرية التي تفضل الذهاب نحو صفقة سياسية للخروج من هذه الحرب.

واختلف الجيش مع "نتنياهو" أيضا حول اسم العملية العسكرية ضد مدينة غزة، فبينما أطلق الجيش عليها "عربات جدعون 2" سعى نتنياهو إلى تغير الاسم؛ مبررا ذلك أن اسم العملية في مرحلتها الأولى لم يلق صدى إيجابيا للجمهور الإسرائيلي لذلك يسعى إلى تبني اسم جديد للعملية ويقترح اسم "القبضة الحديدية".

وأضاف زيدان: "هذا ما يسعى إليه نتنياهو.. تهيئة الجمهور الإسرائيلي لتقبل النجاح أو الفشل بالعمليات العسكرية".

ومؤخرا، كشفت وثيقة داخلية -أعدها مركز متخصص بالجيش - أن عملية "عربات جدعون" التي انطلقت مايو/ أيار الماضي فشلت في تحقيق أهدافها، خلافا لتصريحات قادة الجيش.

وجاء هذا الكشف قبل استعداد الجيش لاحتلال مدينة غزة باستدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.

وفي هذا السياق، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد خطة احتلال غزة بـ"الكارثة"، كما حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين من أن (إسرائيل) على أعتاب كارثة إستراتيجية وسياسية لا تقل خطرًا عن 7 أكتوبر.

 

 

 

اخبار ذات صلة